[ad_1]
لم يكن مشهد “الكوميديا السوداء” بتواجد فريق الأهلي وحيدًا في أرض ستاد القاهرة الدولي منتظرًا الزمالك الذي لم يظهر أول المشاهد الجنونية في تاريخ مواجهات القمة المصرية، حيث امتدت تلك المواقف لما يسبق واقعة القاهرة بواحد وتسعين عامًا.
وغاب فريق الزمالك عن مواجهته أمام الأهلي التي كان من المفترض إقامتها في ستاد القاهرة، في السابعة والنصف مساء أمس الاثنين، والمؤجلة من الجولة الرابعة بمنافسات الدوري المصري الممتاز، ليعلن الحكم الليتواني جيديميناس ماجيكا عن فوز الأهلي بالمباراة دون أن يلعب.
تحجج النادي الأبيض بأسباب مرورية أخرت وصول حافلته إلى ستاد القاهرة، كما أشار إلى تعطل الحافلة، قبل نفي الحجتين عن طريق مسؤولي الأمن الذين مهدوا الطريق للحافلة وكذلك شركة السياحة التي استأجر منها الزمالك الحافلة التي خصصت لنقل لاعبيه إلى الملعب.
وكان مرتضى منصور رئيس الزمالك قد طالب مرارًا بتأجيل المواجهة، رغبة في إراحة لاعبيه قبل مواجهة الترجي التونسي في الثامن والعشرين من شهر فبراير الجاري، ضمن منافسات ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا، كما ألمح إلى تعمده عدم خوض المواجهة في ذلك التوقيت، تجنبًا لصدام جديد بين لاعبي الفريقين، بعد الأحداث التي صاحبت مواجهة السوبر المصري بين الفريقين، والتي أدت لإيقاف ستة لاعبين.
ورغم المتعة والإثارة التي صاحبت مواجهات القمة على مدار عقود، إلا أن أحداثًا درامية سيطرت عليها في مناسبات عديدة، وحولت ساحة منافستها إلى خارج الملعب.
أولى الأزمات بدأت في ربع نهائي كأس مصر عام 1929، والتي كانت تسمى الكأس السلطانية في ذلك الوقت، وبعد هدف سجله جميل الزبير لاعب الأهلي في مرمى المختلط في الدقيقة الخامسة والستين، اشتعلت أجواء المباراة، قبل أن تصل إلى ذروتها بمشادة بين أمين شعير نجم الأهلي وأحد جماهير المختلط، لتقتحم بعض الجماهير أرض الملعب التي تحولت لساحة عراك، واضطر حكم المواجهة إبراهيم عثمان لإلغائها في الدقيقة الحادية والثمانين.
تلك الأحداث دفعت الأمير عباس حليم الذي كان حاضرًا في مقصورة الملعب لاستدعاء قوات الشرطة من قسم شبرا، للسيطرة على الأحداث التي امتدت لما يقرب من نصف الساعة.
الحلقة الثانية في مسلسل أزمات مباريات الأهلي والزمالك كانت سنة 1966 في مباراة الدور الثاني بين الفريقين بالدوري المصري، تقدم الزمالك بهدف مبكر في الدقيقة التانية من عمر المباراة سجله إبراهيم الكبير لاعب الأهلي بالخطأ في مرماه، قبل أن يسجل عمر النور الهدف الثاني في الدقيقة التاسعة والستين، وهو الهدف الذي قلب مجريات المباراة رأسًا على عقب.
اعترض نجوم الأهلي بقيادة حارس المرمى مروان كنفاني على احتساب الهدف، وطلبوا احتساب حالة تسلل على عمر النور، وقرروا بالفعل الانسحاب من المباراة، قبل أن يجبرهم مدير الكورة علي زيوار على العودة لأرض الملعب، لكن الأمور في ذلك الوقت كانت قد خرجت عن السيطرة، بعدما بدأت أعمال شغب من طرف جماهير الأهلي التي حاولت اقتحام الملعب والاعتداء على حكم المواجهة.
عام 1971 وفي واقعة جديدة كان بطلها أيضًا مروان كنفاني، ألغى “الديبة” الحكم الدولي ونجم الكرة المصرية السابق في ذلك الوقت مواجهة الأهلي والزمالك في الدوري المصري بعد أحداث شغب في الدقيقة الخامسة والستين.
تقدم علي خليل للزمالك في الدقيقة الخامسة وتعادل عبد العزيز عبد الشافي للأهلي في الدقيقة الحادية والستين، لكن ضربة جزاء نفذها فاروق جعفر بنجاح في الدقيقة الخامسة والستين تسببت في غضب جماهيري، حيث رفض كنفاني إكمال المباراة، التي أدى إفسادها لإلغاء مسابقة الدوري بأكملها في ذلك الموسم.
جاء موعد صدام جديد في مواجهات القمة المصرية عام 1996 كان بطله الزمالك، عندما رفض النادي الأبيض إسناد المباراة المصيرية للحكم الدولي قدري عبد العظيم، لكن الاتحاد المصري لكرة القدم أصر على تعيينه.
ورغم أن المباراة كانت قد قاربت على نهايتها بسلام، باستثناء بعض المناوشات العابرة، رغم تقدم الأهلي بهدف سجله الغاني أحمد فيلكس، إلا أن تسجيل حسام حسن هدف الأهلي الثاني الذي قتل آمال الزمالك في مباراة كان يحتاج خلالها التعادل على الأقل دفع لاعبي النادي الأبيض للانسحاب من ملعب المباراة، بعد مطالبتهم باحتساب حالة تسلل على حسام حسن.
الصدام الأخير كان بعد ثلاث سنوات من واقعة انسحاب 1996 عندما انسحب الزمالك مجددًا بعد أربع دقائق فقط من عمر مواجهته أمام الأهلي في الدوري المصري، بسبب إشهار الحكم الفرنسي مارك باتا البطاقة الحمراء في وجه أيمن عبد العزيز نجم الزمالك الصاعد في ذلك الوقت، بعد تدخل عنيف على إبراهيم حسن ظهير الأهلي المخضرم، ليرفض لاعبو الفريق الأبيض وجهازهم الفني استكمال المباراة.