[ad_1]
هكذا خرج الأتراك مهزومين من “مؤتمر برلين” عام 1878
ما بين يومي 13 حزيران/يونيو و13 تموز/يوليو 1878، احتضنت العاصمة الألمانية برلين فعاليات المؤتمر الشهير الذي حمل اسمها وأشار إليه المؤرخون بـ”مؤتمر برلين”. وجمع هذا المؤتمر بين ممثلي عدد من القوى العالمية والدولة العثمانية بهدف تخفيف حدّة التوتر بالقارة الأوروبية عقب فرض الإمبراطورية الروسية لمعاهدة سان ستيفانو على الأتراك تزامناً مع انتصارها بالحرب الروسية العثمانية ما بين عامي 1877 و1878 وبلوغها لمشارف الأستانة.
موضوع يهمك
?
خلال العقد الثاني من القرن العشرين، حصلت البحرية البريطانية على واحدة من أفضل سفنها، حيث انضمت البارجة الحربية أتش أم أس…
وفي منتصف سبعينيات القرن الـ19، لم يتردد الأتراك في استخدام القوة لقمع ثورات الشعوب السلافية بالبلقان، فتسببوا في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، كان من ضمنهم أطفال ونساء مثيرون بذلك غضب القوى الأوروبية وعلى رأسها الإمبراطورية الروسية التي لم تتردد في إعلان الحرب على العثمانيين تزامناً مع فشل مؤتمر القسطنطينية لمناقشة أزمة البلقان. وعقب هزيمتهم، أُجبِر الأتراك على قبول بنود معاهدة سان ستيفانو مطلع شهر آذار/مارس 1878 فخسروا بذلك جانباً من أراضيهم وهيمنتهم على البلقان لصالح الروس، وأثاروا قلق بقية القوى الأوروبية التي استاءت وتخوّفت من تنامي الدور الروسي بالمنطقة.
وحفاظاً على السلام بأوروبا، فضّل المستشار الألماني أوتو فون بسمارك لعب دور الوسيط حيث كان على دراية مطلقة بضرورة تجنّب اندلاع حرب بأوروبا حفاظاً على مصالح ألمانيا التي عرفت وحدتها منذ أقل من عقد. إلى ذلك، كان بسمارك قد كوّن “تحالف الأباطرة الثلاثة” الذي جمع كلا من القيصر الروسي ألكسندر الثاني وإمبراطور النمسا المجر فرانز جوزيف والإمبراطور الألماني فيلهلم الأول أملاً في الحفاظ على العلاقات الطيبة بين هذه الدول. لكن سنة 1878، جاءت أزمة البلقان لتثير العداوة بين النمسا وروسيا وتدفع بسمارك لتنظيم “مؤتمر برلين”.
وإضافة للمستشار الألماني بسمارك، تواجد ببرلين منتصف حزيران/يونيو كل من وزير الخارجية الروسي الأمير ألكسندر غورشاكوف (Alexander Gorchakov) ورئيس الوزراء البريطاني بينجامين ديزرائيلي (Benjamin Disraeli) ووزير الخارجة النمساوي جولا أندراشي (Gyula Andrássy) ووزير الخارجية الفرنسي وليام وادنغتون (William Waddington)، إضافة لممثلي عدد من الدول الأخرى، كإيطاليا والدولة العثمانية ودول البلقان التي كان وجودها صورياً.
وفي خضم مؤتمر برلين، هيمنت الخلافات على المحادثات. فبينما تذرّعت روسيا بالرابط الثقافي الذي يجمعها بالبلقان لمواصلة بسط نفوذها على المنطقة والهيمنة على البحر الأسود والحصول على منفذ نحو الدردنيل والبوسفور وبحر مرمرة، تخوّفت بريطانيا من دور الإمبراطورية الروسية وإمكانية دخول أسطولها للبحر الأبيض المتوسط لتهديد تجارتها وهيمنتها على البحار. من ناحية أخرى، طالبت النمسا بفرض نفوذها على البلقان أملاً في إنهاء أزمة القوميات التي هددت تماسك إمبراطوريتها. أما الأتراك، فقد حاولوا بشتى السبل الاحتفاظ ببعض أراضيهم التي خسروها أملاً في الإبقاء على ما تبقى من دولتهم المنهارة. وبالنسبة للشعوب السلافية، فقد طالبت بدولة واحدة مستقلة بعيدة عن الهيمنة الروسية والتركية والنمساوية.
وبعد شهر من المفاوضات، أسفر المؤتمر عن توقيع “معاهدة برلين” التي منحت الاستقلال لكل من رومانيا وصربيا والجبل الأسود منهيةً بذلك قروناً من الاحتلال التركي، وقسّمت بلغاريا لثلاث مقاطعات فظهرت “إمارة بلغاريا” بينما أعيدت مناطق مقدونيا والروملي الشرقية للعثمانيين. واحتفظت “معاهدة برلين” بنحو 11 بنداً من بنود معاهدة سان ستيفانو فحصلت بذلك روسيا على جانب هام من الأراضي التي كسبتها بحربها ضد العثمانيين ما بين عامي 1877 و1878، كلها أُجبِرت في المقابل على إعادة منطقة إلسكيرت (Eleşkirt) وقرية بايزيد للأتراك. من جهتهم، فقد الأتراك نهائياً هيمنتهم على البوسنة التي ظلّت صوريا واحدة من “الولايات العثمانية” لكنها فعلياً انتقلت نحو نفوذ النمسا التي سمح لها بوضع عدد من حامياتها العسكرية بها.
وجنّبت “معاهدة برلين” الموقّعة عام 1878 أوروبا الحرب لمدة 36 سنة فقط، حيث انطوت المعاهدة في طيّاتها على بذور الحرب العالمية الأولى بسبب منحها البوسنة للنمسا لكبح جموح روسيا بالبلقان، وإثارتها بالتالي لمزيد من الخلافات بين هاتين الدولتين، وتجاهلها للطموحات القومية للشعوب السلافية.
من جهة ثانية، استهل الحاكم العثماني عبد الحميد الثاني عهده سنة 1876 بسلسلة من الكوارث فخسر أمام الروس بالحرب الروسية العثمانية وأجبِر على تقديم تنازلات بمعاهدة سان ستيفانو، وقد جاءت “معاهدة برلين” سنة 1878 قاصمة للدولة العثمانية التي حصلت عن جدارة على لقب “الرجل المريض لأوروبا” واضطرت لتقديم التنازلات فجلبت لنفسها مطامع الدول الأوروبية التي اتجهت خلال السنوات التالية لانتزاع جانب من مناطقها التي احتلتها على مدار قرون بشمال إفريقيا.
إعلانات
الأكثر قراءة
-
جريمة تهز صنعاء.. طفلة التاسعة اختُطفت وعذبت وقُطع
-
فيديو وصور.. أسود هزيلة تتضور جوعاً تخض الخرطوم
-
جديد نانسي عجرم والقتيل.. وساطة بنصف مليون دولار؟!
-
فيديو “أهدأ رجل بالعالم” شاهده 22 مليوناً.. هذه قصته
-
لماذا قامت ابنة ماجدة الصباحي بـ”الحجر” على والدتها؟
-
مشاهد جديدة لتهريب كارلوس غصن.. وظهور مرافقين
[ad_2]