[ad_1]
لم يحقق كيكي سيتين حلمه بتمثيل برشلونة كلاعب في الثمانينات، لكن كافئه القدر بالجلوس على مقعد المدير الفني في ملعب “كامب نو” بعد إعلان تعيينه رسميا كمدرب للفريق الكتالوني خلفًا لإرنستو فالفيردي الذي تمت إقالته.
كيكي سيتين البالغ من العمر 61 عاما أخبر الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، صاحب مفهوم الكرة الشاملة، ذات يوم في سانتاندير عندما كان لاعبا أنه كان سيتخلى عن إصبعه الصغير من أجل اللعب في برشلونة.
سيتين الذي يحب لعبة الشطرنج يعشق “فريق الأحلام” الذي دربه كرويف مع برشلونة وكسر به جميع مخططات كرة القدم، ولا يزال أسلوبه قائما حتى اليوم باعتباره إرثا لا يُمحى وجزء من الحمض النووي “DNA” لبرشلونة.
“كل ما أنا عليه كمدرب مدين به لما ركضته وراء الكرة عندما لعبت ضد برشلونة”، هكذا أكد كيكي سيتين في تصريح سابق، حيث يتناسب أسلوبه مع مثله الأعلى كرويف، وهو البدء بلعب الكرة من حارس المرمى والاستحواذ والمجازفة بالتمريرات للخلف لجذب المنافسين، وهي واحدة من السمات المميزة له في كل الفرق التي دربها.
الكرات الأرضية القصيرة وتبادل المراكز وبناء الهجمات من الخلف التقارب بين الخطوط الثلاثة، وخنق المنافس بالدفاع المتقدم، الإعلاء من قيمة المساحات واسترجاع الكرة، ليس ذلك فحسب بل إنه يتمتع بمرونة في اقتباس الأفكار، على الورق يبدو أنه يلعب بالطريقة المعتادة للبارسا، لكن تتنوع خططته بين الـ4-3-3 و4-1-4-1 و3-4-2-1.
ذلك الأسلوب الأقرب لفلسفة برشلونة الشهيرة بـ”تيكي تاكا” قاد به كيكي سيتين فريقه السابق ريال بيتيس خلال الموسم الماضي (2018-19) لتحقيق إنجاز فريد من نوعه لم يتحقق منذ 16 عامًا، حيث أصبح أول فريق في الدوري الإسباني يفوز خارج ملعبه على ريال مدريد في “سانتياجو برنابيو” وبرشلونة “في “كامب نو” في موسم واحد، منذ موسم (2002-2003).
من هو كيكي سيتين؟
وُلد كيكي يوم 27 من سبتمبر عام 1957 بمدينة سانتاندير عاصمة منطقة كانتابريا التي تقع بين إقليم الباسك وإمارة أستورياس في شمال إسبانيا.
بدأ مشواره الكروي كلاعب مع نادي راسينج سانتاندير عام 1977 واستمر معهم حتى 1985 الذي شهد نقلة نوعية في مشواره الكروي بالانتقال إلى أتلتيكو مدريد ولعب معه حتى عام 1988 ثم انتقل إلى لوجرونيس ودافع عن ألوانه حتى عام 1992 ليعود إلى مسقط رأسه راسينج حتى عام 1996 ثم أنهى مشواره الكروي مع نادي ليفانتي في نفس العام.
كان سيتين لاعب خط وسط مميز مع سانتاندير على مدار 12 موسما في فترتين منفصلتين، كما تُوج مع أتلتيكو مدريد بلقب كأس السوبر الإسباني موسم (1984-85).
لعب كيكي دولياً لمنتخب أسبانيا الأول وظهر لأول مرة في 20 نوفمبر 1985 في مباراة ودية مع النمسا أقيمت بمدينة في سرقسطة ليتم توجيه الدعوة إليه في القائمة الأولية للمنتخب الأسباني المشاركة ببطولة العالم 1986 ولكنه خرج منها.
خبرة واسعة بلا ألقاب
انتظر كيكي أربعة أعوام من وقت اعتزاله حتى يظهر في عالم التدريب، والذي بدأ عام 2001 مع مسقط رأسه راسينج سانتاندير بدوري الدرجة الثانية واستمر معه موسم واحد فقط، وقام بتصعيد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني في 2002.
وقضى فترات قصيرة مع نادي بولي إيخيدو ومنتخب غينيا الاستوائية ولوجرونيس، قبل تولي القيادة الفنية لنادي لوجو الجاليكي، ونجح في تصعيد الفريق إلى الدرجة الثانية في 2012 بعد ما مجموعه ستة مواسم منذ 2009 حتى 2015.
النقلة الأهم في مشوار كيكي التدريبي كانت في 2015 عندما تولي تدريب فريق لأول مرة في دوري الدرجة الأولي “الليجا” ونجح في انتشال النادي من منطقة الهبوط إلى المركز 11 مع نهاية الموسم ليرحل عن الفريق بعد موسمين إثر خلاف مع الإدارة.
تولي كيكي بعد الاسم الذي صنعه لنفسه في لاس بالماس تدريب ريال بيتيس في مايو 2017، وحقق مع النادي الأندلسي مركزاً متقدماً في الليجا ليتأهل إلى الدوري الأوروبي في أول مواسمه.
في آخر مواسمه مع النادي الذي يتخذ من مدينة إشبيلية مقرا له، ودّع كيكي “يوروبا ليج” من دور الـ32 على يد رين الفرنسي، واحتل المركز العاشر في الليجا وقاد الفريق إلى نصف نهائي كأس ملك إسبانيا قبل أن يرحل في صيف 2019.
عاشق ميسي
كيكي لم يخف يوما عشقه لنادي برشلونة في أكثر من موقف، حيث قال عند استقالته من بيتيس: “حين يعتزل لاعب مثل تشافي، يشبه الأمر انتزاع كبد، أما ميسي فالتاريخ لم يعرف مثله وعندما يأتي يوم اعتزاله سأبكي إلى الأبد”.
المدير الفني الجديد لبرشلونة دائما يشيد بالأرجنتيني ليونيل ميسي نجم وقائد الفريق ويعتبره أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم.
ويبدو أن القدر كافئه مجددا ليجاور ميسي في كامب نو، لكن بكاءه قد يكون أكثر انهمارا حين يشاهد اعتزال ميسي وهو يدربه.