يبدو أن طرابلس التي تحولت قبل فترة إلى ساحة لعدد من الميليشيات والمسلحين الذين يقاتلون إلى جانب حكومة الوفاق، أضحت كابوساً للصحافيين أيضاً.

فبعد اعتقال جهاز المخابرات التابع لحكومة الوفاق الصحافي الليبي رضا فحيل البوم في مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة الثلاثاء، اختفى أثر الصحافية السودانية المقيمة في ليبيا آسيا الجعفري، الأربعاء بعد اقتيادها لجهة غير معلومة.

آسيا الجعفري

وأفادت مصادر للعربية/ الحدث بأن الجهة التي تحفظت عليها هي المخابرات العامة في طرابلس التي لا تزال تحت سلطة حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.

وفي التفاصيل، تم احتجاز الجعفري بعد خروجها من وزارة التجارة بعد لقاء مع وزيرة الدولة لشؤون المرأة والتنمية المجتمعية بحكومة الوفاق أسماء الأسطى، قبل أن يطلق سراحها والتحفظ على جواز سفرها.

إلا أنه حين عادت الصحافية السودانية صباح الأربعاء لاستلام جواز سفرها وتقديم المستندات التي تثبت عملها كصحافية، تم التحقيق معها وتحويلها لجهة غير معلومة.

من جهته، أكد شقيقها أنه لا توجد أي تفاصيل حول آسيا، مناشداً وزارة الخارجية السودانية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل لمعرفة التفاصيل والمطالبة بإطلاق سراحها فوراً.

“إخفاء قسري” لصحافي ليبي

يذكر أن جهاز المخابرات كان اعتقل أيضاً الصحافي الليبي، رضا فحيل، اليوم في مطار معيتيقة الدولي، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة الثلاثاء.

وقال محمد الناجم، مدير المركز الليبي لحرية الصحافة لفرانس برس إن “رضا فحيل اليوم تعرض للإخفاء القسري فور وصوله إلى مطار معيتيقة بطرابلس قادماً من تونس، ونقوم بإجراء الاتصالات لمتابعة كل المعلومات المتعلقة باحتجازه بطريقة غير قانونية وبدون إجراءات قضائية”.

كما أضاف في حينه “لا نعرف ما هي التهم أو الدوافع التي أدت إلى احتجازه حتى الآن من قبل المخابرات”.

في المقابل، نفت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق مسؤولية أجهزتها عن اعتقال الصحافي. لكنها قالت في بيان “لا علاقة لأي جهة أمنية تابعة لنا بتوقيفه”، مضيفة “بعد جمع المعلومات تأكدت هوية الجهة الموجود لديها الشخص المعني، وهي جهاز المخابرات”.

رضا البوم

من جهتها، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إلى إطلاق الصحافي، وأوضحت في بيان نشرته على موقعها الرسمي أن “إحدى المجموعات المسلحة في طرابلس قامت السبت باعتقال رضا فحيل اليوم، وهو صحافي معروف من المدافعين عن حقوق الإنسان، واحتجازه في مطار معيتيقة فور وصوله من تونس”.

كما أعربت عن قلقها من اعتقاله معتبرة أن “احتجازه قد يكون على خلفية عمله كصحافي ومدافع عن حقوق الإنسان”.
وشددت على ضرورة إطلاق سراحه أو إحالته على سلطة قضائية مختصة على الفور، داعية إلى “حماية الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في ليبيا لتمكينهم من أداء عملهم بحرية”.

يشار إلى أن رضا فحيل اليوم عمل لصالح عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، ويترأس المنظمة الليبية للإعلام المستقل التي أسسها العام الماضي.