يستعد الليبيون للخروج غداً الجمعة في مظاهرات كبرى، للرد على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول استعداد بلاده إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، إذا طلبت حكومة الوفاق، وللتعبير عن رفضهم للاتفاقيات الأخيرة الموقعة بين أردوغان والسراج.

ويأتي ذلك، استجابة لدعوة وجهتها منظمات مدنية، إلى الليبيين من أجل الخروج، يوم الجمعة، في مظاهرات عارمة في كافة مدن ليبيا ضد هذا “التمهيد السافر لغزو ليبيا”، والانتفاض دفاعا عن الوطن ولصد الغزو وتدمير مؤامراته وتدابيره.

ومن المقرر أن تشهد أغلب المدن الليبية، مسيرات حاشدة غدا الجمعة، بعدما منحت سلطات شرق ليبيا الضوء الأخضر لهذه المظاهرات، وأعلنت استعدادها الكامل لتأمينها، بينما تستمرّ التعبئة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة المؤقتة في بيان الأربعاء، أنها أصدرت تعليماتها لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المختصة بتأمين وحماية كل المظاهرات التي دعت لها مؤسسات المجتمع المدني في مختلف المدن الليبية لرفض الاتفاقيات الموقعة بين حكومة الوفاق التي وصفتها بـ”الحكومة الانقلابية” مع تركيا بكل أشكالها، وجدّدت مطالبها لمجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة بسحب اعترافها بهذه الحكومة “غير الدستورية” التي تم تنصيبها على الليبيين، “لما خلفته من ضرر بقوتهم ومؤسساتهم وثرواتهم وكرامتهم وسيادتهم من خلال التحالف مع الجماعات الإرهابية وكذلك من خلال التفريط في ما تبقى من سيادة لليبيا”.

وفي 27 نوفمبر الماضي، وقّعت حكومة الوفاق الوطني وأنقرة اتفاقيات تتعلق بتعزيز التعاون العسكري وترسيم الحدود البحرية بين البلدين، لكن هذا التقارب أزعج الليبيين، الذين رأوا فيه انتهاكا لسيادة ليبيا ومقدمة لاحتلال تركي لبلادهم لنهب ثرواتها وتقويض أمنها وضرب استقرار المنطقة بأكملها.