اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
في تطور خطير يسلط الضوء على الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، أصدرت عدة منظمات دولية تقارير شديدة اللهجة تدين ما تسمى بـ«مؤسسة غزة الإنسانية»، معتبرة إياها جزءًا من الحملة الشاملة التي تشنها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والتي تصنفها هذه المنظمات على أنها حملة إبادة جماعية. وتأتي هذه التصريحات في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، خاصة مع تحول مراكز توزيع المساعدات الإنسانية إلى أماكن خطرة تشكل مصايد للموت، حيث تتعرض للقصف والهجمات المتكررة.
تشير التقارير الدولية إلى أن مؤسسة غزة الإنسانية، التي يفترض بها تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين من النزاع، قد تورطت في عمليات تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تفاقم معاناة المدنيين، من خلال تسهيل أو تغطية الانتهاكات التي ترتكب بحق السكان الفلسطينيين. وتؤكد هذه المنظمات أن استمرار استهداف مراكز توزيع المساعدات وتحويلها إلى أهداف عسكرية يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية التحتية الإنسانية وخلق حالة من الرعب والفوضى بين المدنيين.
كما تؤكد المنظمات أن هذه الحملة الإسرائيلية لا تقتصر على العمليات العسكرية فقط، بل تشمل استهداف المؤسسات التي تقدم الدعم الإنساني، مما يفاقم من الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من الحصار والقيود المفروضة على الحركة والوصول إلى الخدمات الأساسية. وتلفت إلى أن هذا الأسلوب يعكس انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي المدنيين والمؤسسات الإنسانية في مناطق النزاع.
وفي ظل هذه الظروف، تواجه المنظمات الإنسانية الدولية تحديات كبيرة في إيصال المساعدات إلى المحتاجين، حيث أصبحت مراكز التوزيع نفسها مهددة بالخطر، مما يخلق مأزقًا إنسانيًا حقيقيًا يهدد حياة آلاف المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن. وتدعو هذه المنظمات المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين والمؤسسات الإنسانية، وضمان وصول المساعدات بشكل آمن وفعال.
كما تطالب المنظمات بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة للكشف عن المسؤولين عن استهداف مراكز المساعدات، ومحاسبتهم وفقًا للقانون الدولي، مع التأكيد على ضرورة احترام حقوق الإنسان وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين في جميع الأوقات. وتؤكد أن استمرار هذه الانتهاكات يفاقم من دائرة العنف ويزيد من التوترات في المنطقة، مما يحتم على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لمنع وقوع كارثة إنسانية أكبر.
تأتي هذه التقارير في وقت تشهد فيه غزة أزمة إنسانية حادة، مع نقص حاد في المواد الغذائية والطبية والخدمات الأساسية، مما يجعل السكان في وضع هش للغاية ويزيد من الحاجة إلى دعم دولي متواصل وفعال. وتعكس هذه الأزمة مدى تعقيد الوضع السياسي والأمني، وتأثيره المباشر على حياة المدنيين الأبرياء الذين يدفعون ثمن الصراعات المستمرة.
في الختام، تؤكد هذه المنظمات أن ما يحدث في غزة ليس مجرد صراع عسكري، بل هو أزمة إنسانية تتطلب تضامنًا دوليًا حقيقيًا وجهودًا مشتركة لحماية المدنيين وتوفير الدعم اللازم لهم. وتدعو إلى وقف فوري لجميع الأعمال التي تعرض حياة المدنيين والمؤسسات الإنسانية للخطر، والعمل على إيجاد حلول سياسية تضمن السلام والاستقرار في المنطقة، وتحترم حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.
