أطلقت حركة حماس تحذيراً عاجلاً بشأن تدهور الوضع الصحي في قطاع غزة، مؤكدة أن انتشار الأمراض والأوبئة بات يشكل تهديداً خطيراً على حياة الأطفال في القطاع، في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية نتيجة الحصار المستمر والعدوان المتواصل. وأكدت الحركة أن هذا الوضع الإنساني الكارثي يستدعي تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي للحد من الكارثة التي تلوح في الأفق، والتي قد تؤدي إلى خسائر بشرية جسيمة بين الفئات الأكثر ضعفاً، وخاصة الأطفال.
وأوضحت حركة حماس أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية الصحية، أدى إلى توقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن تقديم خدماتها بشكل كامل، مما جعل آلاف المرضى، ولا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، عرضة لمضاعفات صحية خطيرة. كما أشارت إلى أن انتشار الأمراض المعدية، مثل الالتهابات التنفسية والإسهالات، يتزايد بشكل مقلق بسبب الظروف المعيشية الصعبة وانعدام النظافة والمياه الصالحة للشرب.
وحذرت الحركة من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث أن الأطفال في غزة يعانون بالفعل من سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والوفاة. وأكدت أن انهيار النظام الصحي يعكس تأثيرات الحصار والعدوان على حياة المدنيين، ويزيد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف قاسية تحرمهم من أبسط حقوقهم في الصحة والكرامة.
ودعت حركة حماس المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية، والعمل على رفع الحصار المفروض على القطاع، وتوفير المساعدات الطبية العاجلة التي تساهم في إنقاذ حياة الأطفال والمرضى. كما طالبت بفتح المعابر بشكل مستمر لضمان وصول الإمدادات الطبية والغذائية، وإعادة بناء المنشآت الصحية المتضررة، لضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية الأساسية.
وأكدت الحركة أن حماية الأطفال وضمان صحتهم يجب أن تكون أولوية قصوى في أي جهود إنسانية أو سياسية تهدف إلى معالجة الأزمة في غزة، مشددة على أن استمرار الوضع الراهن يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وحقوق الإنسان. وأشارت إلى أن الأطفال هم الأكثر تضرراً من النزاعات المسلحة، وأن حماية حياتهم وصحتهم ضرورة لا يمكن التهاون فيها.
في ظل هذه التحذيرات، يبقى قطاع غزة يعيش تحت وطأة أزمة صحية وإنسانية متفاقمة، تتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لإنقاذ حياة السكان، خاصة الأطفال الذين يمثلون مستقبل المجتمع. وتظل الدعوات مستمرة من مختلف الأطراف لتوحيد الجهود الدولية لرفع المعاناة وتحقيق الاستقرار الصحي والإنساني في القطاع، بما يضمن حق الإنسان في الحياة والصحة والكرامة.