في رد فعل رسمي على الجدل الذي أثارته دعوة نشرتها إحدى الصحف الإيرانية لتنفيذ حكم الإعدام بحق مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتهامه بالتجسس، نفت إيران بشكل قاطع صدور أي تهديد من جانبها تجاه المدير أو مفتشي الوكالة. هذا النفي جاء للتأكيد على أن الموقف الرسمي الإيراني يلتزم بالضوابط الدولية ولا يعكس آراء بعض وسائل الإعلام المحلية التي قد تتبنى مواقف متطرفة أو غير ممثلة للدولة.
وجاءت التصريحات الإيرانية في وقت حساس يشهد توتراً متصاعداً بين طهران والغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني. وبينما تسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الإشراف ومراقبة الأنشطة النووية لضمان عدم انحرافها نحو أغراض عسكرية، تتهم طهران بعض الأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، باستخدام أدوات التفاوض كوسيلة لخداع إيران وكسب الوقت، دون نية حقيقية للوصول إلى تسوية عادلة.
وفي السياق نفسه، صرح علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، بأن الولايات المتحدة لم تكن صادقة في نواياها التفاوضية، مدعياً أن واشنطن استخدمت المفاوضات كخدعة سياسية بينما كانت في الواقع منسقة بشكل وثيق مع إسرائيل للضغط على إيران وربما التحضير لعمل عدائي ضدها. هذه التصريحات تكشف عن حالة من انعدام الثقة العميقة التي ما زالت تهيمن على العلاقات بين طهران والعواصم الغربية، وتعكس مخاوف إيران من وجود خطة مبيتة تتجاوز الحوار الدبلوماسي لتصل إلى التهديد المباشر لأمنها القومي.
هذا التفاعل المتوتر بين تصريحات رسمية ومحلية داخل إيران من جهة، والردود الدولية من جهة أخرى، يبرز هشاشة الموقف السياسي والإعلامي في ظل تعقيدات الملف النووي الذي لا يزال مفتوحًا على جميع الاحتمالات، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية والخارجية حول كيفية التعامل معه.