اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات رسمية أن روسيا مستعدة للدخول في جولة جديدة من مفاوضات السلام مع أوكرانيا، في خطوة اعتبرها مراقبون إشارة واضحة إلى رغبة موسكو في تهدئة الأوضاع وفتح صفحة جديدة من الحوار بهدف إنهاء النزاع المستمر منذ سنوات بين البلدين. وأكد بوتين أن بلاده تضع على رأس أولوياتها تحقيق الاستقرار في المنطقة وحماية مصالحها الاستراتيجية، لكنها في الوقت نفسه منفتحة على الحلول الدبلوماسية التي من شأنها وضع حد للمعاناة الإنسانية والتوترات العسكرية التي أرهقت شعبي البلدين وأثرت على الأمن الأوروبي والعالمي بشكل عام.
وأوضح الرئيس الروسي أن موسكو لا تمانع في استئناف المحادثات مع الجانب الأوكراني في أي وقت يكون فيه الطرفان مستعدين للجلوس على طاولة الحوار بشكل جاد وبنّاء، مشددًا على أن نجاح أي مفاوضات يتطلب وجود إرادة سياسية حقيقية لدى جميع الأطراف، وضمانات دولية تضمن تنفيذ أي اتفاقات يتم التوصل إليها. كما أشار بوتين إلى أن روسيا ستواصل الدفاع عن مصالحها وأمنها القومي، لكنها في الوقت نفسه تدرك أهمية التوصل إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة تحفظ حقوق جميع الأطراف وتضع حدًا لدوامة العنف والدمار.
وفي سياق متصل، تحدث بوتين عن العلاقات الروسية الأمريكية، مؤكدًا أن هناك مؤشرات إيجابية على بدء تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن بعد فترة من التوتر الشديد والخلافات العميقة حول العديد من القضايا الدولية. وأوضح أن الاتصالات الأخيرة بين الجانبين شهدت نوعًا من الانفراج والتفاهم حول بعض الملفات الحساسة، ما يفتح الباب أمام المزيد من التعاون في المستقبل إذا ما استمرت هذه الروح الإيجابية. وأكد بوتين أن روسيا مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل مكافحة الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل، وتحقيق الاستقرار في مناطق النزاع حول العالم.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه العالم ترقبًا حذرًا لأي تطور في الملف الأوكراني، خاصة بعد أن تسببت الحرب في تداعيات إنسانية واقتصادية وأمنية واسعة النطاق. ويأمل المجتمع الدولي أن تسهم هذه المبادرات في فتح نافذة أمل جديدة أمام جهود السلام، وأن يكون هناك تحرك ملموس على الأرض يضع حدًا لمعاناة المدنيين ويعيد الاستقرار إلى المنطقة. كما تعكس تصريحات بوتين رغبة روسيا في إعادة صياغة علاقاتها مع القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بما يخدم مصالح جميع الأطراف ويعزز من فرص الأمن والسلم الدوليين.
