مع تصاعد الرد الإيراني على العمليات العسكرية الإسرائيلية، شهدت مدينة تل أبيب حالة من الهلع والارتباك بين الجالية الأمريكية المقيمة والزوار، حيث بدأت السلطات الأمريكية بتنظيم عمليات إجلاء واسعة لمواطنيها من إسرائيل. يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوترات الأمنية بين إيران وإسرائيل، وما يرافقها من تهديدات متزايدة تستهدف المدنيين والبنية التحتية في المنطقة، مما دفع السفارة الأمريكية إلى إصدار تحذيرات عاجلة للمواطنين الأمريكيين بضرورة مغادرة البلاد فوراً حفاظاً على سلامتهم.
وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن آلاف الأمريكيين في إسرائيل طلبوا المساعدة في تنظيم رحلات الإجلاء، حيث يتم توفير رحلات جوية وبحرية لتسهيل خروجهم بأمان. وأكد السفير الأمريكي في تل أبيب أن السفارة تعمل على تنسيق هذه العمليات بشكل مكثف، مع التأكيد على أهمية تسجيل المواطنين في برامج السفر الخاصة لتلقي التحديثات الأمنية أولاً بأول. ويأتي هذا الإجراء بعد وقوع عدة هجمات صاروخية إيرانية استهدفت مناطق في إسرائيل، من بينها مناطق قريبة من السفارة الأمريكية، مما زاد من حالة القلق والخوف بين السكان الأجانب.
وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، أغلقت السفارة الأمريكية في القدس وأقسامها القنصلية في تل أبيب أبوابها مؤقتاً، التزاماً بتوجيهات السلطات الإسرائيلية وضمان سلامة الموظفين. كما تم توجيه تعليمات صارمة لموظفي الحكومة الأمريكية وعائلاتهم بالبقاء في أماكن آمنة وعدم التنقل إلا للضرورة القصوى. وتأتي هذه الخطوات في إطار استعدادات الجيش الأمريكي لتعزيز وجوده في المنطقة، مع استعدادات محتملة لأي سيناريوهات تصعيدية قد تشمل تدخلات عسكرية أوسع.
ويعكس هذا التصعيد حالة عدم الاستقرار التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط حالياً، حيث تتبادل إيران وإسرائيل الهجمات والردود العسكرية، مما يهدد باندلاع صراع إقليمي أوسع. وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأخرى تتابع عن كثب التطورات، مع اتخاذ إجراءات احترازية لإجلاء رعاياها من إسرائيل، في محاولة لتجنب وقوع خسائر بشرية بين المدنيين الأجانب.
في هذا السياق، حذر المسؤولون الأمريكيون من أن الوضع قد يتدهور بسرعة إذا استمرت الهجمات، مؤكدين على ضرورة التهدئة والعودة إلى المسار الدبلوماسي لتجنب تفاقم الأزمة. ومع ذلك، يبقى المشهد الأمني متقلباً، وسط مخاوف من توسع نطاق العمليات العسكرية وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي والدولي.
في الختام، تعكس عمليات الإجلاء الأمريكية من تل أبيب حجم المخاطر التي تواجهها الجاليات الأجنبية في ظل التصعيد الحالي، وتؤكد على أهمية التحرك السريع والفعال لضمان سلامة المواطنين في مناطق النزاع. كما تبرز الحاجة الملحة إلى جهود دولية مشتركة لاحتواء الأزمة وإيجاد حلول سياسية تضمن الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تحديات معقدة ومتعددة الأبعاد.