أدلى رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير بتصريحات مثيرة للجدل، اتهم فيها إيران بشكل مباشر بأنها المصدر الرئيسي لتسليح وتمويل ودعم حركة حماس في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الجمهورية الإسلامية لا تكتفي بالدعم السياسي، بل توفر موارد مالية وعسكرية ولوجستية تساعد الحركة على تعزيز قدراتها القتالية والاستمرار في مواجهة إسرائيل. ووفقًا لزامير، فإن إيران تشكل ما وصفه بـ”العمود الفقري” للبنية التحتية العسكرية لحماس، وهو ما يجعلها طرفًا رئيسيًا في الصراع الممتد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وفي تصريح لافت يربط بين التصعيد الإقليمي والملف الإنساني المتعلق بالأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، أعرب زامير عن اعتقاده أن شن حرب مباشرة أو توجيه ضربات قوية ضد إيران قد يؤدي إلى تحسين شروط التفاوض حول استعادة هؤلاء الأسرى. ووفقًا لرؤيته، فإن الضغط العسكري على طهران قد ينعكس على أذرعها في المنطقة، لا سيما حماس، ويدفعها إلى تقديم تنازلات كانت ترفضها في السابق، سواء من باب الحفاظ على الدعم الإيراني أو في إطار توازنات جديدة قد تفرضها التطورات الميدانية.
تصريحات زامير تندرج ضمن استراتيجية إسرائيلية تسعى إلى تبرير أي تصعيد محتمل ضد إيران على أنه لا يندرج فقط ضمن الدفاع عن النفس أو كبح مشروعها النووي، بل أيضًا كأداة لتحسين الواقع الأمني والإنساني داخل إسرائيل نفسها، خاصة فيما يتعلق بالملف الحساس للأسرى والمفقودين. كما تحمل هذه التصريحات رسالة إلى المجتمع الدولي بأن المعركة مع طهران لم تعد مسألة جيوسياسية بحتة، بل تمس القضايا الإنسانية والأمنية بشكل مباشر.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوق على عدة جبهات، وسط تزايد المؤشرات على أن الصراع لم يعد يقتصر على حروب محدودة النطاق، بل يتجه نحو إعادة تشكيل العلاقات الإقليمية من خلال صراعات أوسع وأكثر تعقيدًا، تتشابك فيها الأبعاد العسكرية بالسياسية والإنسانية.