أعلنت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التزايد المستمر في أعداد النازحين داخل مدينة غزة، حيث تشهد المدينة تدفقاً متزايداً للأسر التي اضطرت إلى مغادرة منازلها بسبب تصاعد العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية. وأوضحت المنظمة الدولية أن موجات النزوح الأخيرة جاءت نتيجة استمرار الغارات الجوية والاشتباكات العنيفة، ما دفع آلاف العائلات إلى البحث عن أماكن أكثر أماناً داخل المدينة، رغم محدودية الموارد وصعوبة الوصول إلى المساعدات الأساسية.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن مراكز الإيواء المؤقتة أصبحت مكتظة بشكل كبير، حيث تجاوز عدد النازحين الطاقة الاستيعابية لتلك المرافق، ما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية بشكل ملحوظ. ويعاني النازحون من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، إضافة إلى افتقارهم إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، في ظل استمرار الحصار وصعوبة وصول فرق الإغاثة الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
وحذرت المنظمة من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان، لا سيما الأطفال وكبار السن. كما دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق، والعمل على إيجاد حلول سلمية تضمن حماية المدنيين ووقف معاناتهم المتفاقمة.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية جهودها لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين، إلا أن حجم الاحتياجات يفوق بكثير الإمكانيات المتاحة، ما يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لتوفير الدعم اللازم وتخفيف معاناة سكان غزة الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية بالغة القسوة.