ألمح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن القيادي البارز في حركة حماس محمد السنوار قُتل في غارة جوية نفذتها إسرائيل الأسبوع الماضي على قطاع غزة، مؤكداً أن جميع المؤشرات تدل على تصفيته، رغم عدم صدور أي تأكيد رسمي حتى الآن. يأتي هذا التصريح في ظل حالة من الغموض التي تكتنف مصير السنوار، حيث ترفض حركة حماس إصدار أي بيان يؤكد أو ينفي مقتله، مما يترك المجال مفتوحاً للتكهنات ويزيد من حالة التوتر في المنطقة.
محمد السنوار، الذي يعد من أبرز قادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، كان يتحرك في الظل مقارنة بشقيقه يحيى السنوار الذي استشهد في أكتوبر من العام الماضي، وقد تعرض لمحاولات اغتيال متعددة على مدار سنوات، لكنه ظل ينجو منها بفضل مهاراته في التخفي والتنقل. ويُعرف السنوار بدوره الكبير في تنظيم العمليات العسكرية وتأسيس “وحدة الظل” المسؤولة عن حماية الأسرى الإسرائيليين، كما لعب دوراً محورياً في إعادة بناء كتائب القسام بعد الانتفاضة الثانية، وكان من المخططين الرئيسيين لعمليات عسكرية استراتيجية ضد الاحتلال.
الغارة التي استهدفت محمد السنوار وقعت في محيط مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، حيث أطلقت الطائرات الإسرائيلية عشرات القنابل والصواريخ على الساحة الخلفية للمستشفى والمناطق المحيطة بها، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة والمقاتلين، حسب تقارير إعلامية إسرائيلية. ورغم ذلك، لم تعلن حماس رسمياً عن مقتل السنوار، وهو ما يعكس حرصها على إدارة الموقف بحذر، وربما محاولة التحقق من صحة الأنباء قبل إصدار أي تصريح.
تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تأتي في سياق استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، والتي تستهدف قيادات حماس وأماكن تواجدها، في إطار محاولات إسرائيلية للحد من قدرات الحركة العسكرية. ويعد محمد السنوار من الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إسرائيل إلى تصفيتها لما له من تأثير كبير على تنظيم العمليات العسكرية في غزة.
تبقى هذه التطورات مؤشراً على تصاعد التوتر بين الجانبين، وسط مخاوف من تصعيد أوسع قد يؤثر على استقرار المنطقة. ويترقب المراقبون صدور المزيد من المعلومات والتصريحات التي قد توضح حقيقة مصير محمد السنوار، وتأثير ذلك على المشهد العسكري والسياسي في قطاع غزة.