أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ كمين مركب محكم ضد قوة هندسية إسرائيلية في حي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين صفوف جنود الاحتلال. وأوضحت الكتائب في بيان رسمي أن مقاتليها تمكنوا من استدراج القوة الهندسية إلى عين نفق مفخخ تم تجهيزه مسبقاً، حيث بدأ الاشتباك بين المجاهدين وأفراد القوة من مسافة صفر، ما أدى إلى القضاء على عدد منهم بشكل مباشر.
وأضاف البيان أن فور تقدم عدد من الجنود نحو عين النفق، تم تفجير العبوة الناسفة بهم، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال. كما استهدف مجاهدو القسام دبابتين إسرائيليتين بقذائف من نوع “الياسين 105″، ورصدوا عمليات انتشال القتلى وإجلاء الجرحى من مكان الحادث في منطقة مسجد الزهراء بحي الجنينة. وأكدت الكتائب استمرار الاشتباك مع أفراد القوة الإسرائيلية، حيث تمكنوا من القضاء على عدد إضافي منهم من مسافة قريبة.
وفي سياق متصل، كشفت كتائب القسام عن تفجير منزل مفخخ استهدف قوة راجلة إسرائيلية في نفس المنطقة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين الجنود، بالإضافة إلى تفجير عبوة مضادة للأفراد استهدفت قوة إسرائيلية راجلة مكونة من ستة جنود، ما أسفر عن إصابات متفاوتة في صفوفهم. وتأتي هذه العمليات في ظل تصعيد ميداني متواصل في رفح، حيث تحاول قوات الاحتلال اقتحام المناطق الشرقية للمدينة للسيطرة على شبكة الأنفاق التي تستخدمها المقاومة.
من جهتها، أعلنت مصادر إسرائيلية مقتل ضابط وجندي من وحدة النخبة التابعة لسلاح الهندسة “يهلوم” إثر تفجير نفق في رفح، بالإضافة إلى إصابة جندي بجروح خطيرة وآخر بجروح بالغة خلال العمليات العسكرية في شمال قطاع غزة. ويأتي هذا في ظل استدعاء الجيش الإسرائيلي لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط تمهيداً لتوسيع عملياته في القطاع، وسط تصعيد غير مسبوق منذ استئناف الهجمات منتصف مارس الماضي.
تعكس هذه العمليات المركبة التي نفذتها كتائب القسام قدرة المقاومة على التخطيط والتنفيذ الدقيق لعمليات نوعية تستهدف القوات الإسرائيلية، مستفيدة من خبرتها في استخدام شبكة الأنفاق والعبوات الناسفة، مما يضع القوات الإسرائيلية في موقف دفاعي صعب ويزيد من خسائرها البشرية والمادية. كما تؤكد هذه الأحداث استمرار حالة التوتر والصراع في قطاع غزة، مع تصاعد المواجهات العسكرية بين المقاومة والاحتلال، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع نتيجة استمرار العدوان.