في تطور جديد للصراع المستمر في السودان، واصل الجيش السوداني عملياته العسكرية المكثفة في العاصمة الخرطوم، حيث نفذ عمليات تمشيط واسعة النطاق في المناطق التي استعاد السيطرة عليها مؤخرًا. هذه العمليات تأتي ضمن الجهود الرامية إلى تأمين العاصمة وإعادة الاستقرار إليها بعد سنوات من النزاع المسلح مع قوات الدعم السريع.
وأعلن الجيش السوداني عن تحرير عشرات الأسرى الذين كانوا محتجزين في سجون تابعة لقوات الدعم السريع بمنطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم. وأفادت مصادر عسكرية أن الأسرى المفرج عنهم كانوا يعانون من ظروف إنسانية صعبة، بما في ذلك سوء التغذية والحرمان من الطعام والماء لفترات طويلة. وأكدت المصادر أن هذه الخطوة تمثل انتصارًا إنسانيًا وعسكريًا للجيش السوداني في معركته ضد قوات الدعم السريع.
العمليات العسكرية الأخيرة شملت استهداف مواقع استراتيجية لقوات الدعم السريع، بما في ذلك مطار الخرطوم الدولي وقاعدة النجومي الجوية، بالإضافة إلى مقار رئيسية أخرى. وأعلن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في خطاب ألقاه من القصر الجمهوري الذي استعاده الجيش، أن “الخرطوم حرة”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل تحولًا كبيرًا في مسار النزاع.
من جانبها، أصدرت قوات الدعم السريع بيانًا أكدت فيه أنها لم تخسر أي معركة، مشيرة إلى أنها قامت بإعادة تموضع قواتها في جبهات القتال المختلفة لتحقيق أهدافها العسكرية. وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع تخوض هذه المعركة من أجل “تخليص الشعب السوداني من الإرهاب والبطش”.
في الوقت نفسه، تستمر الجهود الدولية لمتابعة الوضع الإنساني في السودان، حيث دعت منظمات حقوق الإنسان إلى توفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. هذا التصعيد العسكري يعكس تعقيد المشهد السياسي والأمني في السودان، مع استمرار التحديات التي تواجه تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.