انتشرت على مواقع التواصل فيديوهات لمتظاهرين عراقيين في النجف وهم يقتحمون أسوار القنصلية الإيرانية في النجف، ليل الأربعاء، ويضرمون النار بداخلها. ومن ثم عمدوا إلى إنزال العلم الإيراني من المبنى، ورفعوا بدلا منه العلم العراقي.

وفي البداية، حاولت القوة الأمنية العراقية المكلفة بحماية القنصلية الإيرانية منع المتظاهرين من اقتحام المبنى، ثم انسحبت لاحقا برفقة الهيئة الدبلوماسية.

وأفادت مصادر أمنية أن انسحاب القوة الأمنية العراقية جاء بعد 4 ساعات من المواجهات مع المتظاهرين أمام القنصلية.

ونقلا عن وكالة الأنباء العراقية، قرر محافظ النجف تعطيل الدوام الرسمي، اليوم الخميس، في جميع دوائر الدولة باستثناء الدوائر الأمنية والصحية والخدمية.

إجراءات مشددة في النجف

كما تقرر فرض إجراءات أمنية مشددة عند المراقد ومنازل المرجعيات في النجف، وإغلاق جميع مداخل النجف مع المحافظات المجاورة.

وعلى الفور، أدانت الخارجية العراقية، في بيان، “ما تعرضت له قنصلية إيران في النجف من اعتداء”. وقالت إن الهجوم يهدف إلى “الإضرار بالعلاقات بين العراق وإيران”، معتبرة أن ما حدث للقنصلية الإيرانية “لا يمثل الموقف الرسمي”.

وفي وقت سابق، أكدت مصادر لقناتي “العربية” و”الحدث” أن العشرات من المحتجين حاولوا الوصول إلى القنصلية لكن الأجهزة الأمنية أرسلت قوة من مكافحة الإرهاب لتأمين مقر القنصلية.

وأضافت المصادر أن صدامات حدثت بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب بالقرب من مقر القنصلية، مبينة أن قوات مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وأشارت المصادر إلى إصابة 17 متظاهرا خلال المواجهات مع القوات الأمنية في محيط القنصلية الإيرانية في النجف.

من جهتها، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، خلال وقت سابق، أن المتظاهرين يواصلون إغلاق عدد من طرق النجف، وسط وقوع صدامات بين المتظاهرين والأمن في المدينة. كما أشارت المفوضية إلى أن “صحافيين من قناة دجلة تعرضوا للضرب في النجف”.

وكانت الجهات المسؤولة عن إدارة العتبات الدينية أعلنت، عن إغلاق جميع مدارس الأطفال الدينية في مدن كربلاء والنجف، بالإضافة إلى مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل الواقعة إلى الشرق من كربلاء.

وجاء هذا القرار بعد ساعات من وقوع أعمال عنف للمرة الأولى خلال النهار في مدينة كربلاء، استخدم خلالها الرصاص الحي ما أدى إلى سقوط قتيل بحسب مصادر طبية.