كشفت مصادر محلية في الأهواز لـ”العربية.نت” أن قوات الأمن أو الحرس الثوري الإيراني نفذت إعدامات ميدانية ضد شبان متظاهرين في إقليم الأهواز، عندما سقطت بعض المناطق بيد المحتجين خلال احتجاجات الأسبوع الماضي التي تم قمعها بعنف دموي في كافة أنحاء إيران.
وأكدت المصادر أن المحتجين العرب سيطروا على عدة بلدات ومناطق في الإقليم، منذ مساء السبت في 16 نوفمبر/تشرين الثاني حتى قمعها يوم الجمعة الماضي الموافق 22 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بعدما قامت قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة لتنفيذ اقتحامات وعمليات إنزال خاصة في منطقتي معشور والفلاحية.
موضوع يهمك ? تعاني تونس من عجز تجاري مع بعض شركائها، غير أن أغلب الواردات التي ينجم عنها العجز متأتية من تركيا التي استفادت من…
إعدام شبان رمياً بالرصاص
وقال ناشطون لـ”العربية.نت” إن قوات النظام قامت بمحاصرة مجموعة من الشبان المنتفضين (يبلغ عددهم حوالي 20 متظاهرا) في مدينة الفلاحية، بعد أن هربوا إلى الهور (المستنقع المائي) في محيط المدينة وقامت بإعدامهم رميا بالرصاص، وذلك ردا على مقتل عنصرين من الأمن الإيراني وجرح قائد قوات الحرس الثوري في المدينة أثناء اشتباكات مع المحتجين.
أما العدد الأكبر من القتلى وعددهم 24 متظاهرا فسقطوا خلال اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وميليشيات الباسيج وقوات الأمن الإيرانية في مدينة معشور (ماهشهر بالفارسية)، حيث قتل النقيب بالقوات الخاصة رضا صيادي، في اشتباكات مع المتظاهرين حين أغلق شبان الطرق المؤدية إلى منشآت البتروكيماويات، التي باتت المصدر الوحيد لصادرات إيران غير النفطية.
ولطالما اشتكى الشباب في تلك المدينة من تمييز شركة البتروكيماويات التي تأتي بمديرين ومسؤولين ومقاولين وعمال من خارج الإقليم وتحرم أبناء المنطقة الذين يعانون من البطالة المفرطة من فرص العمل البسيطة.
وشاركت في عمليات الاقتحام القوة البحرية للحرس الثوري، ومقرها في ميناء معشور المطل على الخليج العربي، وكذلك قوة اللواء 7 بالقوة المدرعة التي استخدمت الدبابات لمحاصرة المدينة.
إطلاق نار وقنابل مسيلة
أما في مدينة الأهواز، عاصمة الإقليم، فقال ناشطون إنه بعد قمع النظام للمظاهرات السلمية التي تمركزت في أحياء وسط المدينة، في الليلة الأولى والثانية، بدأت قوات الأمن والحرس الثوري بإطلاق النار وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، كما نفذت اعتقالات عشوائية بين المتظاهرين، وعمدت إلى ضربهم بالعصي والهراوات حتى النساء وحتى الأطفال لم يسلموا، عندها قامت مجموعات من المتظاهرين بالاعتصام في أحياء معينة وقطعت الطرق أمام قوات النظام.
إلى ذلك، أوضحت المصادر أن المحتجين في المدينة ردوا بإلقاء الحجارة وإغلاق الشوارع، وحرق الإطارات وحاويات القمامة وتشييد بعض السواتر الترابية، وتمكنت مجموعات من الشباب من السيطرة على أحياء كوت عبدالله والزوية والزرقان والملاشية والدائرة ومندلي وشيبان.
كما أشارت المصادر إلى أن أهالي المدينة فتحوا أبوابهم للمعتصمين وقدموا لهم الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، كما آووا الملاحقين من قوات النظام.
يذكر أن مقاطع نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل، في حينه، أظهرت رفع الجماهير العربية المنتفضة، في هذا الإقليم المحروم من حقوقه، شعارات ثورية مثل “بالروح بالدم نفديك يا أهواز” و”نريد العيش بكرامة” و”نطالب بحق تقرير المصير” و”نريد إطلاق سراح المعتقلين السياسيين”.
وسقط أكثر من 5 قتلى في مدينة الأهواز و4 في المحمرة و2 في عبادان، كما تم اعتقال عدد غير معروف من الذين احتجوا في بعض المدارس بعد أن امتلأت مراكز الأمن والاستخبارات بمعتقلي المظاهرات، وفقا للمصادر.
حرق البنوك والباسيج
هذا وأكد الناشطون الأهوازيون أن عمليات حرق البنوك والسيارات الشخصية للمواطنين قامت بها ميليشيات الباسيج بهدف إلقاء التهم على المحتجين وتبرير قمعهم.
وقالت المصادر لـ”العربية.نت” إن مبنى الإذاعة والتلفزيون في الأهواز، أغلق أبوابه ومنح عطلة للموظفين لمدة 3 أيام خوفا من احتلاله من قبل المنتفضين.
كما أشار الناشطون إلى أن قطع الإنترنت وضعف التنسيق وتشتيت المجموعات المنتفضة أضعف تركيز المحتجين في السيطرة على المناطق. وأضافوا أن قوات النظام تمكنت من فصل المناطق عن بعضها بعضا الواحدة تلو الأخرى حتى سقط آخر معاقل المنتفضين.
إلى ذلك، تحدثوا عن وقوع حرب شوارع خلال الأيام الأولى بين قوات النظام والمحتجين، حتى تحولت إلى عمليات كر وفر خلال الأيام اللاحقة والتي لا تزال مستمرة بين الفينة والأخرى، بحسب الناشطين.
وقال الناشطون العرب إن النظام الإيراني أدخل كافة فرق القوات الأمنية والعسكرية وحول الإقليم ولا يزال إلى ثكنة عسكرية، مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 70 شخصا أثناء الاحتجاجات واعتقل أكثر من ألف متظاهر بينهم نساء وأطفال. وأضافوا أن قوات الحرس الثوري استخدمت منذ الأيام الأولى للاحتجاجات ولا تزال تستخدم الطائرات المسيرة بدون طيار لرصد المحتجين، وتصويرهم قبل أن تتم عمليات المداهمة والاعتقالات.
كما أشاروا إلى أن القوات الخاصة تستمر ببث حالة من الرعب والهلع والخوف بين المواطنين من خلال استعراضها اليومي على الدراجات النارية خاصة في الأحياء الساخنة.
وكانت أنباء انتشرت الأسبوع الماضي عن مقتل أول متظاهر أهوازي تحت التعذيب وهو حميد حمد الشيخاني، الذي كان يبلغ من العمر 35 عاما، حيث سلمت جثته السبت الماضي، الى عائلته بعد وفاته بمعتقل الاستخبارات الإيرانية عقب أسبوع من اعتقاله أثناء مظاهرات في مدينة الكورة جنوب الإقليم.