أعلنت ميليشيات الحوثي عن تهدم وتضرر 111 منزلاً جراء الأمطار الغزيرة والسيول في مدينة صنعاء القديمة، المصنفة على قائمة التراث العالمي، خلال الأسابيع الماضية، وسط اتهامات للميليشيات بالإهمال.
وذكرت اللجنة الوطنية اليمنية لليونسكو، الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، أن “حصيلة المنازل المتهدمة والمتضررة خلال الأسابيع الماضية بلغت أكثر من 111 منزلاً ما بين انهيار جزئي وكلي”.
وناشدت، في بيان، منظمة “اليونسكو”: “التدخل العاجل لإنقاذ مباني مدينة صنعاء المسجلة في قائمة التراث العالمي من الانهيار والتدمير، ومعالجة ما لحق بها من أضرار جسيمة جراء الأمطار والسيول”.
وفي السياق، كشف مسؤول في هيئة الحفاظ على المدن التاريخية، الخاضعة للحوثيين في صنعاء، أن 5 آلاف منزل مهددة بالانهيار في المدينة القديمة.
وانهارت 4 منازل كليا، بينها منزل شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، جراء موجة الأمطار الغزيرة التي تسببت أيضا بسقوط أسقف أكثر من 107 منازل.
وتعد صنعاء القديمة إحدى أقدم المدن العربية، حيث تجاوز عمرها آلاف السنين وفق مؤرخين، ويتجلى تراثها الديني والسياسي في عمارة 103 مساجد و14 حماما وأكثر من 6 آلاف منزل، بنيت جميعها قبل القرن الحادي عشر، وتم إدراجها عام 1986 ضمن قائمة التراث العالمي، من قبل منظمة “اليونسكو”.
وكان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، وجه نداء عاجلا لليونسكو، للتدخل ووقف التجريف الحضاري الذي تتعرض له مواقع التراث العالمي في اليمن والتي لا يمكن تعويضها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ويأتي النداء بعد تعرض عدد من منازل وأسوار مدينة صنعاء القديمة للانهيار في ظل توقف أعمال الترميم والصيانة الدورية لهذه المناطق الأثرية منذ انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وأشار الإرياني إلى أن جزءا من السور الجنوبي لمدينة صنعاء القديمة، وعددا من منازل المدينة انهارت أمام أعين سكانها الذين عجزوا عن فعل شيء سوى توثيق لحظات الانهيار.
وحمّل الإرياني ميليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن الخسائر التي تعرضت لها مواقع للتراث العالمي يعود تاريخ بنائها لآلاف السنين، جراء توقف جميع أعمال الترميم منذ الانقلاب، وتعليق أنشطة المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث نتيجة الضغوط والابتزاز.
ومنذ حوالي 3 أسابيع، توفي العشرات من اليمنيين جراء سيول ضربت عدة محافظات، وتضررت آلاف الأسر، ودمرت المنازل، وتضررت مواقع تراثية وتاريخية، وأراض زراعية، وفق تقديرات رسمية، دون الكشف عن تفاصيلها.