خرجت من المستشفيات والمصحات الإيطالية، صور لأطباء خاضوا مع “كورونا” المستجد في الأيام الأخيرة ما يشبه المعارك الطاحنة في أفلام هوليوود السينمائية، إلى درجة أن أربعة ممن نرى صورهم أعلاه، ظهروا وقد تركت الكمامات على وجوههم آثارها، من كثرة استخدامها حتى وهم نائمون في استلقاءات قصيرة، لم تكن على أسرّة تخلوا عنها في المستشفيات للمعتلين بالفيروس، بل على أرض الممرات، وأحياناً جلوساً على المقاعد.
زملاء لهم بالعمل، هم من نشروا صور “الأبطال” في حسابات لهم بمواقع التواصل، فتناقلتها وسائل إعلام إيطالية زارت “العربية.نت” مواقعها، واختارت منها ما يؤكد أن المستشفيات الإيطالية تشهد على مدار الساعة معارك حرب بكل الأسلحة ضد عدو فيروسي لا يتعب ولا يرحم.
ممن ظهرت صورهن، ممرضة اسمها Elena Pagliarini عمرها 43 سنة، ونراها في الصورة أعلاه، نائمة على “كيبورد” الكمبيوتر في مستشفى تطوعت للعمل فيه بمدينة Cremona في منطقة “لومبارديا” الأكثر ابتلاء بالفيروس، والبعيدة 97 كيلومتراً عن ميلانو بالشمال الإيطالي.
تويتري، يبدو أنه عامل معها في المستشفى، ذكر أنها اشتغلت 12 ساعة متواصلة، تتنقل من مريض إلى آخر، ولما انتهت ومضت لتنام، طلبوا منها الاستمرار، فعملت ساعات “إكسترا” ما استطاعت، إلى أن وجدت نفسها ترخي رأسها على “الكيبورد” لتنام وترتاح.
مرت بها رئيسة القسم في المستشفى، واسمها Francesca Mangiatordi فانبهرت بما رأت، وسحبت هاتفها المحمول والتقطت لها الصورة التي علق عليها عشرات، فقال أحدهم إنه يرى فيها “البطولة جسدت نفسها” وآخر ربما بالغ بالعيار بعض الشيء، باعتباره أنها تستحق كل جوائز نوبل مجتمعة، ومعلق تنبه إلى أن الصورة تم التقاطها بلا “فلاش” يلقي ضوءاً عليها، فاستنتج أن الوقت كان فجراً حين التقاطها.
وظهرت في مواقع التواصل صور لأطباء ومسعفين وممرضين من الجنسين، وقد حفرت الكمامات آثارها على وجوههم، فوصف المعلقون ما رأوه بأنها أوسمة من نور، واعتبرها آخرون أروع وأهم من أي لوحات، وتمنى كثيرون لو تنتج الاستوديوهات أفلاماً سينمائية تمجّد أصحابها.