يترك تشكيل حزبين اثنين مؤخراً في تركيا، بعد انشقاق مؤسسيهما من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، الكثير من علامات الاستفهام حول مدى إمكانيتهما تحقيق تغييرات فعلية على الأرض قد تؤثر بشكلٍ رئيسي على شعبية الحزب الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتحوّل اثنان من أبرز مؤسسي حزب أردوغان إلى منافسين له منذ أن همّشهما الأخير قبل سنوات، والأول هو رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو أما الثاني فهو نائبه علي باباجان والّذي شغل أيضاً منصب وزير الاقتصاد (2002 ـ2007) ومن ثم وزير للخارجية.
وأسس داوود أوغلو حزباً جديداً نهاية العام الماضي وأطلق عليه اسم “المستقبل” وكذلك فعل باباجان الّذي أعلن عن حزبه الأسبوع الماضي وأطلق عليه اسم “الديمقراطية والتقدّم”، ويعرف اختصاراً بالتركية بـ (Deva) وتعني “الشفاء” بالعربية. وكان باباجان وداوود أوغلو قد استقالا من حزب أردوغان قبل تأسيس حزبيهما بأشهر.
موضوع يهمك
? عبر تويتر، أراد طبيب من إسبانيا أن يشارك تجربة كفاحه لفيروس كورونا بعد أن أصيب به، من زميل له يعمل في نفس المستشفى.فعلى…
طبيب مصاب بكورونا يوثق مرضه عبر تويتر.. وهذه صور رئتيه
سوشيال ميديا
تغيير المعادلة
تعليقاً على الموضوع، قال عادل جور وهو مدير عام مؤسسة A&G التركية للأبحاث والتي تتخذ من اسطنبول مقراً لها إنه: “يمكن لهذين الحزبين الجديدين تغيير المعادلة السياسية في تركيا خلال أي انتخابات قادمة”.
وأضاف لـ “العربية.نت”: “إذا تحالف كل من الحزبين مع الأحزاب المعارضة، فهناك احتمال كبير أن يخسر أردوغان وحزبه في الانتخابات المقبلة التي ستشهدها البلاد”.
وكشفت دراسة ميدانية للمؤسسة التي يديرها جور أن باباجان وداوود أوغلو قد يحصلان معاً على نسبة تتراوح بين 3 إلى %4 من الأصوات خلال الانتخابات المقبلة.
وعلّق جور على نتيجة تلك الدراسة، موضحاً أن “هذه النسبة يمكن أن تغيّر التوازن الحالي في البلاد بين الحزب الحاكم ومعارضته”.
وتابع أن “تلك الدراسة بيّنت أيضاً أن داوود أوغلو سيحصل على 1% من الأصوات في حين أن باباجان سيحصل على نحو 3%، لذلك الأول لا يشكل خطراً على حزب أردوغان، بينما باباجان يمكنه الحصول على مزيد من الأصوات بناءً على ما سيحصل في الوضع الاقتصادي في تركيا”، في إشارة منه إلى تدهور الليرة المستمر منذ أكثر من عامين.
ويتهم معارضو أردوغان حزبه بأنه السبب في تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا منذ سنوات، وهو أمر سيستفيد منه كلا الحزبين بكسب أصوات الناخبين.
بالتزامن مع ذلك يرفض كلّ من داوود أوغلو وباباجان طريقته في إدارة البلاد بعد أن غيّر نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي ويسعى كلاهما من خلال الحزبين الجديدين لإعادته كما كان.
وقف استغلال الدين في السياسة
وتعهد باباجان في كلمته الّتي أعلن فيها عن انطلاقة حزبه يوم 11 آذار/مارس الحالي في أنقرة، بالعمل على استعادة الديمقراطية والحريات والقانون وضمان استقلال القضاء وتوسيع المشاركة الشبابية والنسائية في البلاد من خلال حزبه الجديد.
كما تعهد بضرورة “وقف استغلال الدين في السياسة”، و”محاربة الفساد” الّذي يعرقل تقدم الاقتصاد، على حدّ قوله.
وتمكّن باباجان الذي يحظى بدعم الرئيس السابق عبدالله غل من ضمّ 4 وزراء سابقين من حزب أردوغان لصفوف حزبه مع برلمانيين عن الحزب نفسه.
وبلغ عدد أسماء اللجنة التأسيسية لحزبه 90 اسماً بينهم 27 امرأة و22 كردياً.
وعلق صحافي كردي يعمل مراسلاً لوسيلة إعلامٍ أجنبية من أنقرة، على مشاركة الأكراد بتأسيس حزب باباجان، قائلا لـ “العربية.نت”: “لا نستطيع بعد تحديد موقفنا من هذا الحزب، علينا أن ننتظر، لكن أعتقد أنه سيكون أفضل من حزب أردوغان”.
ونهاية شهر شباط/فبراير الماضي أرسل باباجان رسالة لقادة حزب الشعوب الديمقراطي التركي المؤيد للأكراد حين عقدوا مؤتمرهم الاعتيادي، حثّهم فيها على “أهمية القرارات” التي ستصدر عن مؤتمرهم.
ومنذ ذلك الحين يعتبر خبراء أن تلك الرسالة قد تكون مؤشراً لتحالفٍ انتخابي مقبل بين الطرفين.