176 عائلة صعقت فجر ذلك اليوم المشؤوم بخبر وفاة أحبائها. كانوا ينتظرونهم على المطار لاستقبالهم ربما، راسمين مشاريع وخططاً للمستقبل، إلا أن الموت كان بانتظارهم.
فقد أسقطت طائرة البوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، بعد دقيقتين من إقلاعها، وبعد ساعات من إطلاق إيران عدة صواريخ نحو قاعدتين عسكريتين في العراق.
موضوع يهمك ? بالتزامن مع إعلان رئيس هيئة الطيران المدني، علي زاده، الجمعة، أن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت فجر الأربعاء مودية بحياة…
عائلات الضحايا وأغلبهم إيرانيون وكنديون، لكن يوجد بينهم 11 أوكرانيا تسعة منهم يمثلون فريق الطائرة، لن يتفهموا أو يتقبلوا أي عذر بالتأكيد، فليس ما يبرر بنظر هؤلاء قتل عشرات الأشخاص وإن “بغير قصد” كما أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في بيانها السبت.
استنفار وسط التهديدات
ففي بيان صادر عن تلك الهيئة، برر الجيش الإيراني بشكل غير مباشر أسباب وظروف إسقاطها.
واعتبر الجيش أنّ البوينغ الأوكرانيّة اعتُبِرت “طائرة معادية” و”أصيبت” في وقتٍ كانت تهديدات من وصفه بـ “العدوّ” عند أعلى مستوى.
وفي التفاصيل، أشار الجيش الإيراني إلى أنه “في أعقاب تهديدات الرئيس الأميركي وقادته العسكريين باستهداف عدد كبير من الأهداف في الأراضي الإيرانية في حالة حدوث هجوم مضاد، وبالنظر إلى الزيادة غير المسبوقة في الحركة الجوية في المنطقة، فإن القوات المسلحة كانت على أعلى مستوى من الاستعداد لمواجهة التهديدات المحتملة.”
كما زعم “أنه في الساعات التي تلت الضربات الصاروخية (التي استهدفت قاعدة عين الأسد في الأنبار العراقية والحرير في كركوك)، زادت حركة الطائرات الحربية الأميركية في جميع أنحاء البلاد، وتم إبلاغ بعض الوحدات الدفاعية والأهداف على بعض لوحات الرادار ببعض التقارير التي تفيد بغارات جوية قد تستهدف المراكز الاستراتيجية في البلاد، ما تسبب في مزيد من الحساسية في وحدات الدفاع الجوي”.
قرب موقع حساس للحرس الثوري
وتابع قائلاً: “في مثل هذه الظروف الحرجة، غادرت الرحلة 3 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية من مطار الإمام الخميني، وحلقت على مقربة من مركز عسكري حساس تابع للحرس الثوري الإيراني، فظن بعض المعنيين في القوات أنها طائرة معادية، وأسقطت، عن غير قصد إثر خطأ بشري
إلى ذلك، ختمت هيئة الأركان العامة بيانها مقدمة اعتذاراها عن هذا الخطأ البشري.
كما أعلنت أنها طلبت من السلطات المختصة في الحرس الثوري، تقديم تفسيرات مفصلة للشعب في أقرب وقت ممكن.
رئيس إيران يعتذر
من جانبه اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني في تغريدة على تويتر أن إسقاط الجيش الإيراني لطائرة الركاب الأوكرانية “مأساة كبيرة وخطأ لا يغتفر”.
وأضاف أن بلاده “تأسف بشدة” لإسقاط الطائرة بشكل غير مقصود.
بدوره، قدّم وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف “اعتذارات” بلاده عن كارثة البوينغ، بعد اعتراف القوّات المسلّحة الإيرانيّة بأنّ الطائرة أُسقِطت خطأ.
وكتب في تغريدة على تويتر “يوم حزين”. وأضاف أن “خطأ بشريّاً في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة المغامرة الأميركية أدّيا إلى الكارثة”، معبّراً عن “أسفه العميق واعتذاره وتعازيه لشعبنا وعائلات الضحايا والأمم الأخرى التي تضرّرت” بالمأساة.