رحّبت وزارة الخارجية السودانية بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التي اتهم فيها بشكل مباشر قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع واسعة بحق المدنيين في السودان. واعتبرت الوزارة أن ما جاء في هذه التصريحات يتوافق تمامًا مع ما كانت الخرطوم تطرحه أمام المجتمع الدولي منذ بداية الأزمة، مؤكدة أن هذه الشهادة الأمريكية تُعد نقطة تحول مهمة في مسار توثيق الانتهاكات. وأوضحت أن واشنطن، عبر هذه التصريحات، وجّهت رسالة واضحة بأن الانتهاكات لم تعد قابلة للإنكار أو التبرير من أي طرف.
وأكدت الخارجية السودانية أن تصريحات روبيو تحمل رسالة قوية إلى جميع الدول والمنظمات التي تتابع ملف السلام في السودان، خاصة الجهات التي كانت تتعامل بحذر أو تتحفظ على توجيه اتهامات صريحة. وترى الخرطوم أن هذا التطور قد يدفع باتجاه تحريك الجهود الدولية لاتخاذ خطوات أكثر جدية، سواء على مستوى التحقيقات المستقلة أو عبر آليات الأمم المتحدة. وأضافت أن الاعتراف الدولي بهذه الجرائم يضمن دعمًا سياسيًا أكبر للحكومة السودانية في تحركاتها المقبلة.
كما شددت الوزارة على أن الوقت قد حان لمحاسبة ميليشيا الدعم السريع على الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، لافتة إلى أن الإفلات من العقاب كان أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الانتهاكات في مختلف مناطق السودان. وأكدت أن جهود الحكومة الحالية تستند إلى بناء دولة قانون قادرة على حماية مواطنيها، ولذلك فإن محاسبة المسؤولين عن الجرائم أصبح مسألة لا تقبل التأجيل. وأشارت إلى ضرورة التعاون الدولي لإنجاح أي مسار يهدف إلى تحقيق العدالة.
وكان الوزير الأمريكي ماركو روبيو قد أوضح في تصريحاته أن قوات الدعم السريع متورطة في جرائم ممنهجة ضد المدنيين، من بينها حالات اغتصاب واسعة استهدفت النساء والفتيات، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات ليست أعمالًا فردية أو صادرة عن عناصر غير منضبطة كما تدّعي الميليشيا. وأضاف أن الوثائق والشهادات التي جمعتها الجهات المختصة في الولايات المتحدة تشير إلى نمط واضح ومنظم لهذه الجرائم، ما يجعل واجب المجتمع الدولي التدخل لمنع تكرارها ودعم حماية المدنيين.
اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج