كشفت تقارير صحفية عن تفاصيل مرعبة لبرنامج سري ظلّ مطمورًا في أدراج الاستخبارات الأميركية على مدى عقدين كاملين، يتعلق بمحاولات غسل الأدمغة والسيطرة على العقول البشرية عبر تقنيات وتجارب نفسية وطبية غير اعتيادية. هذا البرنامج، الذي وُصف بالغامض والمرعب، لم يكن معروفًا للرأي العام إلا بعد مرور سنوات طويلة من التكتم والسرية، ما يثير التساؤلات حول حجم المخاطر الأخلاقية والسياسية لمثل هذه المشاريع.
وتشير المعلومات إلى أن المشروع اعتمد على تجارب غير تقليدية استهدفت فئات مختلفة من البشر، أحيانًا دون علمهم أو موافقتهم، وذلك بهدف دراسة مدى قدرة الأجهزة الأمنية على إعادة برمجة العقول وتغيير أنماط التفكير. هذه الممارسات تُعيد إلى الأذهان النقاشات القديمة حول حدود السلطة الأمنية ومدى شرعيتها في التدخل في خصوصية الإنسان وعقله.
ويرى محللون أن المشروع يعكس عقلية الحرب الباردة التي كانت تسيطر على الأجهزة الاستخباراتية، حيث كان الهاجس الأكبر هو امتلاك وسائل غير تقليدية للسيطرة، سواء على الخصوم أو حتى على المجتمعات الداخلية، وهو ما يُظهر أن هاجس “الأمن القومي” قد تَقدّم في بعض اللحظات على المبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وقد خلّفت هذه التسريبات صدمة كبيرة في الأوساط الحقوقية والأكاديمية، إذ تُظهر أن مؤسسات يفترض بها حماية المواطن يمكن أن تتحول إلى أدوات لتجارب خطيرة على البشر، مما يطرح تساؤلات حول حجم انتهاكات حقوق الإنسان التي تمت تحت غطاء السرية والضرورة الأمنية.
كما أن انكشاف تفاصيل البرنامج بعد كل هذا الوقت يفتح الباب أمام ضحايا محتملين لم يكونوا على دراية بأنهم كانوا جزءًا من تلك التجارب، ما يثير مخاوف قانونية وتعويضات محتملة قد تُكلف الحكومة الأميركية الكثير.
ويؤكد الخبراء أن خطورة المشروع لا تكمن فقط في ما حدث بالفعل، بل أيضًا في إمكانية وجود برامج أخرى لم يُكشف عنها بعد، الأمر الذي يعزز المخاوف من استمرار مثل هذه السياسات في الظل بعيدًا عن أعين الرقابة والمساءلة.
وبالمحصلة، فإن الكشف عن خفايا برنامج غسل الأدمغة يضع الولايات المتحدة أمام مساءلة أخلاقية كبيرة، ويعيد النقاش حول العلاقة المعقدة بين الأمن والحرية، وحول الحدود التي لا يجب على الدول تجاوزها حتى في أوقات التوتر والصراع الدولي.
الوسومالحوادث غسل الاموال مشروع امريكي
شاهد أيضاً
اختطاف 315 طالبًا ومعلّمًا من مدرسة في نيجيريا
شهدت نيجيريا حادثًا مروّعًا جديدًا بعدما تم اختطاف 315 طالبًا ومعلّمًا من إحدى المدارس في …
اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج