في زمن تتكدس فيه ثروات العالم وتفيض فيه موائد الشعوب بالطعام، يموت أطفال غزة جوعًا. تتقلص أرواحهم الغضة يومًا بعد يوم، بلا غذاء ولا دواء، بينما يشاهد العالم بصمت مؤلم. ملامحهم باتت نحيلة كأنها تصرخ من شدة الألم، عيونهم تغور في وجوههم وكأنها تبحث عن شيء لم يعد موجودًا.. كرامة، شبع، أو حتى مجرد قطرة حليب.
في كل بيت في غزة مأساة مختلفة، وفي كل زقاق قصة مؤلمة لطفل حرم من طعامه، أو أم عاجزة عن إرضاع صغيرها بعدما جفّ الحليب من صدرها من شدة الخوف والحرمان. أصوات الجوع لا تُسمع فقط في أمعائهم، بل في بكاءهم الصامت، في عيونهم التي تتعلق بأي أمل، بأي مساعدة، بأي بقايا خبز قد تصل متأخرة أو لا تصل أبدًا.
العالم يُصدر بيانات، يُرسل وفودًا، ويعقد مؤتمرات، لكن الجائع لا ينتظر الميكروفونات، ولا تملأ معدته الوعود. فقرٌ محاصر، ومجاعة مفتعلة، وواقع لا يشبه سوى الحصار القاسي الذي يمنع حتى الهواء من العبور بحرية.
غزة اليوم ليست فقط ساحة حرب، بل ساحة صراع من أجل البقاء في وجه التجاهل العالمي. في زمن الطائرات الخاصة والموائد العامرة، ينهش الجوع أجساد الأبرياء بلا رحمة، وصدى صرخاتهم يتردد في كل مكان.. لكنه لا يجد آذانًا صاغية ولا قلوبًا تتحرك.
اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج