الرئيسية / سياسة / أصوات الطناجر تتعالى في قلب أمستردام.. مظاهرة حاشدة تهتف لغزة وتندد بالعدوان

أصوات الطناجر تتعالى في قلب أمستردام.. مظاهرة حاشدة تهتف لغزة وتندد بالعدوان

في مشهد رمزي مليء بالتحدي والإصرار، شهدت العاصمة الهولندية أمستردام مظاهرة لافتة نظمها عشرات المتظاهرين داخل محطة القطار الرئيسية وفي شوارع المدينة، تضامناً مع سكان قطاع غزة، واحتجاجاً على الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل. حمل المشاركون أدوات منزلية بسيطة كأواني الطهي والطناجر، وراحوا يقرعونها بإيقاع جماعي مدوٍ، تعبيراً عن غضبهم وسخطهم من الصمت الدولي تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية.

هذه التظاهرة لم تكن تقليدية في شكلها، إذ اختار المحتجون أن يستخدموا الضجيج كأداة احتجاج سلمية، بهدف لفت الأنظار وكسر حالة اللامبالاة التي يشعرون بأنها تسود الرأي العام العالمي. فوسط محطات القطارات، وعلى أرصفة المدينة المزدحمة، اختلط صوت القطارات بصدى الطناجر المدوية وهتافات المحتجين الذين رددوا شعارات داعمة لغزة، ومنددة بالقصف والحصار والدمار الذي يتعرض له القطاع منذ شهور.

وجاءت هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحركات الشعبية التي تشهدها عدة مدن أوروبية، تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف العدوان، حيث يشعر العديد من الناشطين بأن أصوات الشعوب يجب أن تكون أقوى من صمت الحكومات. رفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات مثل “أنقذوا غزة” و”العدالة لفلسطين”، مرددين هتافات تطالب بوقف المجازر، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة ضد المدنيين العزل.

الاحتجاج الذي امتد من داخل محطة أمستردام المركزية إلى محيطها الخارجي، قوبل بتفاعل كبير من المارة، حيث توقف عدد من المسافرين والسياح لالتقاط الصور أو الانضمام للهتافات، في إشارة إلى اتساع رقعة التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية. كما حرص منظمو الفعالية على الحفاظ على سلمية الاحتجاج وتجنب أي احتكاك مع السلطات، مؤكدين أن هدفهم إيصال صوت الضحايا في غزة إلى العالم، وخاصة في الدول الغربية التي تملك نفوذاً سياسياً يمكنه أن يؤثر في مسار الأحداث.

ويأتي هذا التحرك الشعبي في وقت تتصاعد فيه الدعوات لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة، بينما يستمر الفلسطينيون في غزة في مواجهة قصف مكثف أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير واسع في البنية التحتية والمنازل. ومن خلال هذه الاحتجاجات، يسعى المتظاهرون في أمستردام وغيرها من العواصم إلى كسر حاجز الصمت الإعلامي والسياسي، والتأكيد على أن الضمير العالمي ما زال حياً في وجه الظلم والعدوان.

عن admin

شاهد أيضاً

اليونيفيل في لبنان: خفض للقوات واستعداد للانسحاب التدريجي

أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أن الولاية الممنوحة للقوة ستستمر …