في خطوة لافتة تشير إلى ازدياد الاهتمام الأمريكي المباشر بالأوضاع الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، أعلن البيت الأبيض أن منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، برفقة السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك ويتكوف، سيقومان بزيارة ميدانية إلى قطاع غزة يوم الجمعة المقبل. وتأتي هذه الزيارة في وقت بالغ الحساسية تشهده المنطقة، حيث يتفاقم الوضع الإنساني في القطاع المحاصر منذ سنوات، وسط استمرار تداعيات الحرب الأخيرة، وتزايد الضغوط الدولية من أجل تحريك مسارات التسوية السياسية.
ويُنظر إلى هذه الزيارة على أنها جزء من مساعٍ دبلوماسية مكثفة تبذلها الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة من أجل إعادة ضبط بوصلة الأحداث في الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يلتقي المسؤولان الأمريكيان خلال زيارتهما بعدد من ممثلي الجهات الإنسانية والوكالات الأممية، بالإضافة إلى الوقوف عن قرب على حجم الدمار في البنية التحتية والصعوبات التي يعاني منها سكان القطاع، في محاولة لنقل صورة واضحة إلى صناع القرار في واشنطن حول الحاجة الماسة إلى تدخلات فاعلة على المستويين الإنساني والسياسي.
كما تأتي الزيارة في إطار متابعة جهود واشنطن لتثبيت التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، ومحاولة دفع عجلة المفاوضات غير المباشرة إلى الأمام، خاصة بعد تعثر عدد من المقترحات التي طرحتها أطراف إقليمية ودولية خلال الأشهر الماضية. ويُتوقع أن تكون هذه الجولة الميدانية خطوة أولى نحو سلسلة تحركات دبلوماسية أوسع ستشهدها المنطقة خلال الأسابيع المقبلة، في ظل سعي الولايات المتحدة إلى استعادة دورها كوسيط فاعل في عملية السلام، ومحاولة تقليص نفوذ القوى الإقليمية الأخرى التي بدأت تلعب أدواراً أكثر حضوراً في القضية الفلسطينية.
الزيارة بحد ذاتها تحمل دلالات سياسية وإنسانية بالغة، إذ لم يعتد مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى على القيام بجولات ميدانية داخل غزة، نظراً إلى تعقيدات الوضع الأمني والسياسي هناك. ولذا، فإن إقدام ماكغورك وويتكوف على هذه الخطوة يعكس رغبة أمريكية صريحة في التعامل بجدية أكبر مع معاناة المدنيين الفلسطينيين، وكذلك في الضغط على مختلف الأطراف من أجل التوصل إلى حلول مستدامة تنهي حالة الجمود السياسي وتضع حداً لدورات العنف المتكررة.
اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج