تفجّرت موجة غضب عارمة في الأوساط الفلسطينية، لا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي، عقب بيان رسمي أصدره مكتب الإعلام الحكومي في غزة، كشف فيه عن أن غالبية المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع مؤخرًا لم تصل إلى مستحقيها، بسبب ما وصفه بـ”نهب منظم وممنهج” جرى بـ”تواطؤ إسرائيلي مباشر”.
البيان جاء في وقت حساس يشهد فيه القطاع أزمة إنسانية خانقة، حيث يعتمد السكان بشكل شبه كلي على المساعدات القادمة من الخارج، بعد شهور من الحصار والدمار الواسع. وقد زادت حدة الغضب بعد انتشار مقاطع فيديو وصور صادمة توثّق لحظات استيلاء عصابات منظمة على شاحنات المساعدات، حيث ظهرت مجموعات مسلحة تقوم بنهب المواد الغذائية والطبية، وسط غياب كامل لأي تدخل من القوات الإسرائيلية، التي اتُّهمت بأنها إما تغض الطرف عن تلك الانتهاكات أو تسهّل مرور تلك العصابات.
النشطاء الفلسطينيون عبّروا عن استنكارهم الشديد لما يحدث، واعتبروا أن هذا السلوك يُضاف إلى سلسلة من السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تجويع الشعب الفلسطيني وإذلاله، عبر حرمانه من أبسط مقومات الحياة. ووجّه الكثيرون أصابع الاتهام إلى الاحتلال بمحاولة تفريغ المساعدات من معناها الإنساني، وتحويلها إلى أداة ضغط واستغلال.
كما حمّل عدد من الحقوقيين وممثلي المنظمات المحلية المجتمع الدولي مسؤولية هذا الإهمال، مطالبين بإشراف دولي مباشر على توزيع المساعدات داخل غزة، وضمان عدم وقوعها في أيدي الفاسدين أو الجماعات المسلحة المدعومة من أي طرف. واعتبروا أن ما يحدث هو انتهاك صارخ للمعايير الإنسانية ويستوجب تحقيقًا دوليًا شفافًا لمحاسبة المسؤولين عنه.
في ظل هذا الواقع، تتفاقم معاناة مئات الآلاف من العائلات التي تنتظر الغذاء والدواء، لتجد نفسها ضحية جديدة لانهيار منظومة العدالة والرقابة، بينما تتراكم الشحنات وتضيع في زوايا الفساد والإفلات من العقاب.
اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج