في بيان رسمي يعكس حقيقة الوضع الإنساني المعقد في قطاع غزة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عملية الإنزال الجوي التي نُفذت اليوم كانت محدودة للغاية من حيث حجم المساعدات، ولم تتجاوز محتوياتها ما يُعادل نصف شاحنة فقط، وهو ما يُعد كمية متواضعة مقارنة مع الاحتياجات المتزايدة للسكان المحاصرين الذين يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية وأساسيات الحياة.
وأوضح البيان أن المساعدات التي أُلقيت جواً لم تصل بالشكل المطلوب إلى السكان المحتاجين، حيث سقطت في مناطق تشهد اشتباكات عنيفة ومواجهات مستمرة في شرق حي التفاح ومحيط منطقة جباليا شمال قطاع غزة، ما جعل من الصعب على الطواقم الإغاثية أو المدنيين الوصول إليها بأمان. وتُعد هذه المناطق بؤرًا ساخنة للصراع، مما يجعل عمليات الإنزال الجوي فيها غير فعالة، بل وتنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة لأي محاولة لاسترجاع المساعدات أو توزيعها.
ويأتي هذا التوضيح من المكتب الإعلامي في سياق متكرر من النداءات الفلسطينية بضرورة اعتماد آليات أكثر أمانًا وفعالية لإيصال المساعدات إلى عمق المناطق المنكوبة، بعيدًا عن العمليات الرمزية أو المحدودة التي لا تُحدث أثرًا حقيقيًا على أرض الواقع. فقد أشار البيان إلى أن هذه الكميات، على الرغم من أهميتها الرمزية، لا تكفي حتى لتلبية احتياجات عشرات العائلات، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى دعم إنساني واسع النطاق يشمل الغذاء والدواء ومياه الشرب والوقود والمستلزمات الطبية بشكل عاجل ومنتظم.
كما شدد المكتب الإعلامي على أن الحل لا يكمن في الإنزالات الجوية العشوائية، بل في فتح المعابر وإدخال القوافل البرية الكبيرة التي تستطيع تلبية احتياجات مئات الآلاف من المدنيين العالقين وسط الدمار ونقص الخدمات، مؤكداً أن استمرار الأزمة يتطلب تحركًا دوليًا فوريًا أكثر جرأة وواقعية. ودعا البيان المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى عدم الاكتفاء بالحلول المحدودة التي تُنفذ من بعيد، بل اتخاذ خطوات عملية تتضمن ضغطًا حقيقيًا من أجل السماح بإدخال المساعدات بشكل منظم وآمن.
ويعاني قطاع غزة منذ أشهر من تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني، حيث يشهد نقصًا حادًا في المواد الأساسية، فيما يُحاصر المدنيون في مناطق مدمرة أو محفوفة بالمخاطر، وسط استمرار التصعيد العسكري. وتُشير شهادات منظمات الإغاثة إلى أن الاحتياجات تفوق بكثير حجم ما يتم تقديمه حاليًا، ما يجعل عمليات الإغاثة المحدودة غير قادرة على سد الفجوة أو حتى التقليل من حجم الكارثة المستمرة.
اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج