اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
أكد رئيس تجمع عشائر الجنوب السوري في تصريح هام أن الوضع الأمني في المنطقة يشهد تحديات كبيرة ومستمرة، مشدداً على أن استمرار حالة الضعف في القدرة الأمنية للدولة تدفع العشائر إلى اتخاذ المسؤولية بنفسها لضمان حفظ الأمن والاستقرار. وأوضح أن العشائر الجنوبية تجمعها روابط تقليدية ومجتمعية قوية تجعلها قادرة على تنظيم جهود تأمين الحماية للمجتمعات المحلية، خصوصاً في ظل ما تواجهه المنطقة من تهديدات خارجية وداخلية متشابكة تؤثر على استقرار الحياة اليومية.
وأوضح رئيس التجمع أن العشائر ليست معنية بالتدخل أو تجاوز السلطات الحكومية الرسمية، بل تسعى إلى أن تستكمل دور الدولة عندما تعجز الأجهزة الأمنية عن القيام بواجبها بشكل كامل في بعض المناطق النائية أو التي تشهد توترات متزايدة. وأضاف أن العشائر يمكنها أن تلعب دوراً محورياً في فرض النظام ومنع الجرائم وحماية المواطنين، مستندة إلى خبرة تاريخية طويلة في التعامل مع الأزمات الأمنية والمحافظة على النظام الاجتماعي في بيئاتها.
وأشار إلى أن وجود حالة من الفراغ الأمني أو ضعف عمل المؤسسات الأمنية يؤدي إلى تفاقم موجات العنف والاضطراب في الجنوب السوري، مما يحتم ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة تأهيل وتعزيز قدرات القوات الأمنية، وفتح قنوات تعاون حقيقية مع العشائر المحلية حتى يتسنى تعزيز الأمن المشترك وإحلال الاستقرار. كما أكد على أهمية إشراك المجتمعات المحلية في صنع القرار الأمني لضمان فهم أفضل للاحتياجات الفعلية وحساسية الأوضاع الاجتماعية والثقافية.
وحذر رئيس تجمع عشائر الجنوب في الوقت ذاته من أن استمرار الأزمة الأمنية دون معالجة فعالة قد يدفع العشائر إلى اتخاذ خطوات أكثر حزماً ومستقلة، وهو ما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات معقدة تتعلق بإدارة الأمن خارج نطاق القانون والمؤسسات الرسمية، مع ما لذلك من تداعيات قد تكون خطيرة على الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية المنشودة. لذلك، ركز على ضرورة تضافر جهود الجميع، من حكومات وجهات أمنية وعشائرية، من أجل وضع خطة شاملة تحمّل هذه الأطراف مسؤولياتها تجاه حماية أبناء الجنوب السوري.
في ذات السياق، دعا رئيس التجمع إلى تعزيز الحوار الوطني والمصالحة بين مختلف الفصائل والقوى المحلية لضمان بيئة مستقرة وآمنة، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم المبادرات التي تهدف إلى تقوية مؤسسات الدولة في الجنوب وإعادة البناء السياسي والاجتماعي الذي يضمن سيادة القانون وهيمنة الدولة على كامل أراضيها. وأكد أن استقرار المنطقة مرهون بقدرة الجميع على التوافق والعمل معا بروح وطنية حقيقية بعيدا عن الانقسامات والصراعات الداخلية.
خلاصة القول، العبء الأمني في الجنوب السوري يواجه اختباراً حقيقياً في ظل الأوضاع الراهنة، ورئيس تجمع العشائر يؤكد أن استعداد العشائر لتحمل دور الفاعل في حفظ الأمن تبعاً لمدى أداء الدولة يشكل رسالة واضحة بأن الحلول الأمنية تحتاج إلى تعاون متكامل وشامل، يمزج بين الإجراءات الرسمية وتفعيل دور المجتمع المحلي لضمان استقرار دائم يوفر حياة آمنة ومستقرة لكل المواطنين.
