اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
كشفت وسائل إعلام إيرانية عن حصيلة مأساوية للهجمات العسكرية التي شنتها القوات الإسرائيلية على العاصمة الإيرانية طهران، حيث أعلنت عن سقوط ما لا يقل عن 78 قتيلًا، بالإضافة إلى إصابة 329 شخصًا، وذلك نتيجة استهداف مباشر طال عددًا من الأحياء السكنية المأهولة بالسكان، ما تسبب في دمار واسع النطاق وحالة من الذعر بين المدنيين.
ووفقًا للتقارير المحلية، فإن الغارات الجوية استهدفت مناطق حيوية داخل طهران، لم تكن تضم منشآت عسكرية أو بنية تحتية استراتيجية، بل كانت عبارة عن تجمعات سكنية مكتظة بالسكان، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا بشكل مأساوي، حيث فُجعت أسر بأكملها نتيجة الانفجارات التي دمرت منازل ومبانٍ بأكملها، وتسببت في حرائق امتدت إلى شوارع قريبة، وسط محاولات مضنية من فرق الطوارئ والدفاع المدني للسيطرة على الأوضاع.
وذكرت التقارير أن عدداً كبيراً من الجرحى حالتهم خطرة، ما قد ينذر بارتفاع عدد القتلى خلال الساعات المقبلة، في وقت تعيش فيه المستشفيات الإيرانية حالة استنفار قصوى لاستقبال المصابين وتقديم الرعاية الطبية لهم رغم الضغط الكبير الناتج عن العدد الهائل من الضحايا.
وقد أثارت هذه الهجمات موجة غضب عارمة داخل إيران، حيث وُصفت على نطاق واسع بأنها اعتداء صارخ على المدنيين، وانتهاك فاضح للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية التي تحظر استهداف المدنيين في أي نزاع مسلح. واعتبرت السلطات الإيرانية أن هذه الضربات تمثل تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق في سياق الصراع القائم، وتوعدت برد قوي ومناسب في الوقت الذي تراه ملائمًا.
في المقابل، يعيش الشارع الإيراني حالة من الصدمة والحداد، حيث أقيمت مراسم دفن جماعية لبعض الضحايا، فيما انتشرت مشاهد موجعة لأهالي يبحثون عن ذويهم تحت الأنقاض، وآخرين ينتظرون أمام المستشفيات آملين في معرفة مصير أحبائهم. كما شهدت طهران مظاهرات شعبية حاشدة للتنديد بالهجوم والمطالبة باتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين وصد أي اعتداءات مستقبلية.
ويُعد هذا الهجوم من أكثر الاعتداءات دموية التي تتعرض لها طهران منذ سنوات، ما يرفع من حدة التوتر في المنطقة ويزيد من المخاوف الدولية من انزلاق الأمور إلى مواجهات شاملة قد تمتد آثارها إلى خارج حدود البلدين، في ظل غياب مؤشرات واضحة على وجود حلول دبلوماسية في الأفق القريب.
