في تصريحات عاجلة تعكس قلقًا متزايدًا حيال ما تشهده المنطقة من توترات متصاعدة، دعا وزير الخارجية الألماني إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لاحتواء الأزمة الحالية، ومنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد والعنف، مؤكدًا أن الوضع الراهن يتطلب تحركًا عاجلًا لتفادي عواقب وخيمة قد تؤثر على استقرار الشرق الأوسط بأكمله.
وأعرب الوزير عن تقديره الكبير للدور المحوري الذي تقوم به مصر في هذا السياق، مشيدًا بمساعيها المتواصلة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهي الجهود التي وصفها بأنها بنّاءة ومؤثرة في مسار التهدئة، مؤكدًا أن القاهرة تواصل أداء دورها التاريخي بكل مسؤولية في سبيل حماية المدنيين والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وأضاف الوزير أن التوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تبني رؤية حل الدولتين، مشددًا على أن هذا الحل هو الطريق الوحيد لتعزيز فرص السلام الشامل، وضمان مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا لكافة شعوب المنطقة، بما في ذلك الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء.
كما أبدى الوزير قلقه الشديد إزاء الهجوم العسكري الأخير الذي شنته إسرائيل على الأراضي الإيرانية، موضحًا أن مثل هذه الهجمات تؤدي إلى تعقيد المشهد الأمني بشكل خطير، وتزيد من احتمالات اتساع رقعة الصراع إلى مستويات إقليمية لا يمكن التنبؤ بتداعياتها. ووصف هذه التطورات بأنها “مثيرة للقلق”، داعيًا الأطراف المعنية إلى ضبط النفس وتجنب الخطوات الأحادية التي قد تشعل مواجهات أوسع.
وفي معرض حديثه عن البرنامج النووي الإيراني، أكد وزير الخارجية الألماني أن استمرار طهران في تطوير قدراتها النووية دون رقابة واضحة يمثل تهديدًا مباشرًا ليس لإسرائيل فقط، بل للمنطقة بأسرها، مشددًا على ضرورة العودة إلى مسار المفاوضات والاتفاقات الدولية، بما يكفل الحيلولة دون امتلاك إيران لأي سلاح نووي، ويدعم جهود الحد من الانتشار النووي عالميًا.
واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن ألمانيا تدعو الجميع إلى العمل المشترك من أجل تحقيق التهدئة، وخلق بيئة سياسية تسمح بعودة الحوار البنّاء، وفتح آفاق للحلول الدبلوماسية التي يمكن أن تخرج المنطقة من دوامة العنف المتجدد وتضعها على طريق السلام والتنمية.