أخبار عاجلة
الرئيسية / سياسة / تحذير أمريكي خطير من الاستخبارات الوطنية: البشرية تواجه خطر الإبادة النووية كما لم يحدث من قبل

تحذير أمريكي خطير من الاستخبارات الوطنية: البشرية تواجه خطر الإبادة النووية كما لم يحدث من قبل

في تحذير شديد اللهجة يعكس حجم القلق العميق داخل أروقة صناع القرار في واشنطن، أطلقت وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تصريحًا صادمًا حذّرت فيه من أن العالم بات أقرب ما يكون إلى شفير الإبادة النووية، مؤكدة أن المخاطر المتراكمة والمتسارعة في عدد من الملفات الدولية تجعل من احتمالية اندلاع صراع نووي كارثي أمرًا غير مستبعد على الإطلاق، بل أصبح أقرب مما يتخيله الكثيرون.

هذا التحذير المقلق يأتي في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين القوى العظمى، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا والصين، في وقت تتسابق فيه الدول النووية الكبرى على تعزيز ترساناتها وتطوير قدراتها الهجومية والدفاعية، ما يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، ولكن هذه المرة وسط واقع دولي أكثر تعقيدًا واضطرابًا، حيث لم تعد المواجهات تقتصر على جبهات تقليدية، بل امتدت إلى الفضاء الإلكتروني والمجالات الاقتصادية والبيئية.

وأكدت الاستخبارات الأمريكية في تقريرها أن العالم يعيش لحظة مفصلية في تاريخه الحديث، حيث تراجع الثقة بين الدول الكبرى، وانهيار بعض الاتفاقيات المتعلقة بالحد من التسلح النووي، وتزايد الصراعات الإقليمية المزمنة، كلها عوامل تدفع المجتمع الدولي نحو سيناريوهات مظلمة قد تجر البشرية إلى حافة الهاوية. وأوضحت أن هناك مؤشرات واضحة على نوايا بعض الأنظمة السياسية في استخدام التهديد النووي كورقة ضغط استراتيجية، وهو ما يزيد من خطورة الموقف.

وأضاف التقرير أن حالة الفوضى الجيوسياسية المستمرة، سواء في أوروبا الشرقية أو منطقة الشرق الأوسط أو شبه الجزيرة الكورية، فضلًا عن الطموحات النووية لدول مثل إيران وكوريا الشمالية، تؤسس لبيئة متفجرة قد ينجم عنها خطأ حسابي أو تصعيد غير محسوب يؤدي إلى استخدام السلاح النووي، سواء من قبل دولة أو جماعة إرهابية في حال حصولها عليه بطريقة أو بأخرى.

ورغم أن العالم شهد سابقًا فترات توتر نووي، خاصة خلال الحرب الباردة، فإن ما يميز الوضع الراهن هو غياب القنوات الفعالة للتواصل بين القوى المتصارعة، وانهيار العديد من أدوات الردع والتفاهم التي كانت تشكل في الماضي صمام أمان لمنع الانزلاق نحو صدام مباشر. كما لفتت الاستخبارات إلى أن التكنولوجيا الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي والتسلح السيبراني، قد تساهم في تسريع وتيرة أي تصعيد محتمل، بل وقد تُستخدم لتضليل أنظمة الإنذار المبكر، ما يزيد من خطر الردود النووية غير المدروسة.

وشددت الوكالة على أن تفادي السيناريو الأسوأ يتطلب جهدًا دوليًا حقيقيًا لإعادة إحياء الحوار حول نزع السلاح النووي، وضرورة التوصل إلى اتفاقيات جديدة أكثر مرونة وشمولًا تتماشى مع طبيعة المخاطر المعاصرة، بالإضافة إلى أهمية تعزيز منظومات الرقابة والاستخبارات الدولية لرصد أية تحركات مشبوهة في هذا المجال.

واختتم التقرير برسالة موجهة إلى المجتمع الدولي، تحثه على ضرورة التحلي بالمسؤولية الجماعية، والعمل على الحد من التوترات والصراعات التي قد تتسبب في إشعال فتيل كارثة لا يمكن تصور أبعادها، مشيرًا إلى أن السلاح النووي يجب أن يُنظر إليه كخطر وجودي لا كبطاقة ضغط سياسي، وأن أي تراخٍ في مواجهة هذا التهديد قد يكون الثمن فيه فناء البشرية نفسها.

عن admin

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية عقب مواجهات مسائية.. اعتقال عدد من الفلسطينيين بينهم شاب جُرح بعد إطلاق النار عليه

في أعقاب حملة مداهمات واعتقالات نفذها الجيش الإسرائيلي مساء أمس في عدة مناطق بالضفة الغربية …