في ظل صمت دولي مطبق وتجاهل شبه كامل من المجتمع الدولي، يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بوتيرة متصاعدة، مما يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها السكان المدنيون بشكل مأساوي. هذا العدوان الذي لا يكاد يهدأ، يترك خلفه دمارًا هائلًا في البنية التحتية للقطاع، ويشل حياة الملايين من الناس الذين أصبحوا يعانون من نقص حاد في الخدمات الأساسية كالطعام، الماء، الكهرباء، والرعاية الطبية.
الشوارع التي كانت تعج بالحياة أصبحت خالية، والمستشفيات تكتظ بالجرحى الذين يفتقرون إلى أبسط المستلزمات الطبية، وسط انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي والمياه. النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا من هذا الوضع المأساوي، حيث فقد كثيرون منهم منازلهم وأحبائهم، وأصبحوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي لا تكاد تصل في الوقت المناسب.
هذا العدوان المتواصل لا يقتصر على القصف فقط، بل يتضمن حصارًا خانقًا يعرقل وصول المواد الغذائية والدوائية، مما يزيد من معاناة السكان بشكل دراماتيكي ويهدد حياتهم بالخطر. رغم كل ذلك، يظل العالم في موقف صامت، لم يتخذ خطوات جادة لوقف هذا التصعيد أو تقديم حلول إنسانية فعالة، مما يترك سكان غزة عرضة لمزيد من المعاناة والدمار.
إن استمرار هذا العدوان وسط غياب دعم دولي حقيقي يثير تساؤلات كبيرة حول قدرة المجتمع الدولي على حماية حقوق الإنسان وتحقيق العدالة والسلام في هذه المنطقة التي تشهد نزاعات مستمرة منذ سنوات طويلة. كل يوم يمر يزيد من حجم الكارثة الإنسانية ويعقد فرص الوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة.