في تصريحات جديدة أثارت تفاعلاً واسعًا، تحدث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رؤيته الشخصية لتطورات الحرب الدائرة في قطاع غزة، إلى جانب ملف التوترات بين روسيا وأوكرانيا، معترفًا بأن الأمور تسير بصورة أكثر تعقيدًا وصعوبة مما كان يتصور في السابق. وأوضح ترامب أن ما يحدث على أرض الواقع في غزة يفوق التقديرات الأولية من حيث حجم الدمار والتداعيات الإنسانية، مشيرًا إلى أن أي محاولات لحل الأزمة أو حتى التوسط لوقف إطلاق النار أصبحت تصطدم بعوائق شديدة ناتجة عن تداخلات داخلية ودولية معقدة.
وعبّر ترامب عن أسفه لما آلت إليه الأمور في قطاع غزة، معتبرًا أن الحل العسكري لن يؤدي إلى نهاية حقيقية لهذه الكارثة، بل قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد والخسائر البشرية، خاصة في ظل غياب رؤية واضحة للسلام، حسب تعبيره. وأكد أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تمتلك استراتيجية فعالة للتعامل مع تصاعد الأحداث، مضيفًا أن ما يحدث الآن يتطلب نوعًا من الحكمة والتوازن في التحرك الدبلوماسي، بعيدًا عن الانحياز المطلق لأي طرف.
أما عن الملف الروسي، فقد تحدث ترامب عن التحديات التي واجهها شخصيًا عندما كان رئيسًا، مؤكدًا أن التفاوض مع روسيا لم يكن يومًا مهمة سهلة، لكنه في المقابل لم يكن مستحيلًا، مشيرًا إلى أنه كان بإمكانه، في حال استمراره في السلطة، أن يمنع تفاقم الأزمة الأوكرانية عبر ضغوط سياسية واقتصادية محسوبة ودبلوماسية مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأكد أن ما يشهده العالم اليوم من حرب متصاعدة بين موسكو وكييف كان من الممكن تفاديه، لو كانت هناك قيادة أمريكية أكثر حزماً وقدرة على اتخاذ قرارات حاسمة منذ البداية.
واعتبر ترامب أن كلاً من الحرب في غزة والأزمة في أوكرانيا تمثلان وجهين لعملة واحدة، حيث الفشل في القيادة العالمية يؤدي إلى تصاعد الصراعات الإقليمية، موجهًا انتقادات لاذعة للسياسات الحالية، ومؤكدًا أن التردد والتراجع في المواقف الدولية لا يخدم الأمن العالمي، بل يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى. كما ختم حديثه بالتأكيد على ضرورة أن تعود أمريكا لتأدية دورها القوي كوسيط عالمي حقيقي لا يتبع الانحياز، بل يسعى للحلول التي تحفظ الدماء وتعيد الاستقرار.