اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه قطاع غزة، مؤكداً أن موسكو تتابع عن كثب الأحداث المأساوية في الأراضي الفلسطينية، وتسعى جاهدة لتقديم الدعم والمساعدة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السكان. وحذر بوتين من أن استمرار حظر وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع سيؤدي إلى تفاقم الأزمة بشكل خطير، مما قد يسبب كارثة إنسانية لا يمكن السيطرة عليها.
وأشار بوتين في تصريحاته إلى أن منع دخول الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية يفاقم معاناة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف قاسية، حيث تواجه المستشفيات نقصاً حاداً في المعدات الطبية والمواد الضرورية لعلاج الجرحى والمرضى، كما يعاني السكان من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب والغذاء، وسط حصار مشدد يفرض قيوداً صارمة على حركة البضائع والأشخاص.
وأكد الرئيس الروسي أن موسكو تدعو إلى ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة فوراً، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم، حفاظاً على حياة المدنيين الأبرياء ومنع تفاقم الأوضاع الإنسانية التي تهدد استقرار المنطقة بأسرها. كما شدد على أهمية العمل الجماعي والتنسيق الدولي لتوفير المساعدات اللازمة، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في حماية المدنيين وضمان وصول الدعم الإنساني إليهم دون عوائق.
وتأتي تصريحات بوتين في وقت تحذر فيه منظمات دولية عدة، مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، من انهيار الخدمات الأساسية في غزة، حيث لم تدخل أي مساعدات منذ أسابيع، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية والغذائية بشكل غير مسبوق. كما تشدد هذه المنظمات على أن استمرار الحصار واستخدام المساعدات كأداة ضغط سياسي أو عسكري يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
وفي ظل هذه الظروف، يؤكد بوتين أن الحل الوحيد للأزمة يكمن في إنهاء الحصار وفتح المعابر الإنسانية بشكل كامل، إلى جانب التوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتعيد الاستقرار إلى المنطقة. ويعتبر هذا الموقف الروسي دعوة واضحة إلى جميع الأطراف المعنية للتركيز على الجوانب الإنسانية وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن علاجها.
ختاماً، يمثل تحذير بوتين وموقف روسيا الداعم لرفع الحصار عن غزة رسالة قوية للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لمنع تفاقم الأزمة، والعمل على توفير الحماية والدعم للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من تداعيات الصراع المستمر، مع التأكيد على أن الحلول الإنسانية والسياسية يجب أن تسير جنباً إلى جنب لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
