ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة مؤثرة خلال احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر، حيث أكد أن هذه المناسبة تمثل واحدة من أهم اللحظات الوطنية في تاريخ روسيا، مشدداً على التزام بلاده بحماية الوطن والدفاع عن مصالحها الوطنية بكل قوة وحزم. وأوضح بوتين أن روسيا كانت وستظل دائماً حاجزاً لا يمكن تدميره أمام التحديات والتهديدات التي تواجهها، مستذكراً دروس الحرب العالمية الثانية التي شكلت تجربة تاريخية عميقة تعلم منها الشعب الروسي أهمية الوحدة والقوة في مواجهة الأزمات.
وأشار بوتين في كلمته إلى أن الجيش الروسي يواصل خوض المعارك الحاسمة على مختلف الجبهات، معبراً عن فخره بصمود القوات المسلحة التي تحمي البلاد وتدافع عن أمنها بكل شجاعة وإصرار. واعتبر أن هذه المعارك ليست مجرد عمليات عسكرية، بل هي امتداد لروح التضحية والتحدي التي جسدها أبطال الحرب الوطنية العظمى، الذين ضحوا بحياتهم من أجل حرية روسيا وسلامة شعبها. وأكد أن روسيا لن تسمح بأي محاولة لتزوير أو تشويه تاريخها، وأنها ستظل تحافظ على إرث أجدادها بكل عزيمة وإصرار.
كما نوه بوتين بالدور الكبير الذي لعبه حلفاء روسيا، مشيداً بالمساهمة المشتركة في الانتصار على النازية، ومؤكداً أن هذا التاريخ المشترك يشكل قاعدة متينة لتعزيز التعاون الدولي والسلام العالمي. وشدد على أن ذكرى النصر ليست فقط مناسبة للتأمل في الماضي، بل هي دعوة مستمرة للعمل من أجل مستقبل آمن ومستقر، حيث تظل روسيا قوة ضامنة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وخلال الاحتفال، أعلن بوتين دقيقة حداد على أرواح الشهداء الذين ضحوا في الحرب العالمية الثانية، معبراً عن تقديره العميق لتضحياتهم التي مهدت الطريق للحرية والسلام. وأكد أن نحو 80% من سكان الأرض شاركوا في هذه الحرب، مما يعكس حجم المعاناة والتضحيات التي شهدها العالم، ويبرز أهمية الحفاظ على السلام وتجنب الحروب مستقبلاً.
تجسد كلمة بوتين في هذه المناسبة الوطنية العريقة رسالة قوية تعبر عن عزيمة روسيا في مواجهة التحديات الراهنة، وتؤكد على أن تاريخها المجيد وقوتها العسكرية وروح شعبها ستظل عوامل حاسمة في حماية الوطن وتحقيق الأمن القومي. كما تعكس الكلمة حرص القيادة الروسية على تعزيز الوحدة الوطنية والاحتفاء بالقيم التي جمعت الشعب في أصعب الظروف، مع التأكيد على أن روسيا ستظل دائماً درعاً حصيناً يحمي مصالحها ويصون كرامتها على الساحة الدولية.