أخبار عاجلة
الرئيسية / سياسة / ترامب يقيل أمينة مكتبة الكونجرس كارلا هايدن

ترامب يقيل أمينة مكتبة الكونجرس كارلا هايدن

في قرار مفاجئ يثير جدلاً واسعاً في خطوة مفاجئة أثارت موجة من الجدل والانتقادات، أقدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على إقالة كارلا هايدن، أمينة مكتبة الكونجرس، التي كانت أول امرأة وأول أمريكية من أصول إفريقية تشغل هذا المنصب الرفيع. جاء هذا القرار في إطار حملة أوسع شنها البيت الأبيض لاستبعاد المسؤولين الذين يُنظر إليهم كمعارضين لسياسات ترامب وأجندته، وهو ما يعكس توجهات الإدارة في فرض سيطرتها على مؤسسات الدولة المختلفة.

كارلا هايدن، التي تم تعيينها في عام 2016 بعد موافقة مجلس الشيوخ، كانت تُعتبر شخصية بارزة في مجال الثقافة والمعرفة، حيث أدارت مكتبة الكونجرس التي تعد من أكبر وأهم المكتبات في العالم، وتحظى بدور محوري في حفظ التراث الثقافي الأمريكي والعالمي. وكان من المقرر أن تنتهي ولايتها التي تمتد لعشر سنوات في العام المقبل، إلا أن قرار إقالتها جاء بشكل مفاجئ عبر رسالة إلكترونية من مكتب شؤون التعيينات الرئاسية في البيت الأبيض، أبلغتها بإنهاء مهامها بشكل فوري.

تزامن القرار مع حملة انتقادات شديدة وجهتها جماعة ضغط محافظة تُعرف باسم “مؤسسة المساءلة الأمريكية”، التي اتهمت هايدن ومسؤولين آخرين في المكتبة بالترويج لكتب أطفال ومحتويات أدبية تحمل مضامين راديكالية، ووصفتها بأنها معادية لترامب وتدعم أجندة تحويل الأطفال جنسياً، مطالبين بإزاحتها من منصبها وتعيين بديل يتماشى مع رؤيتهم السياسية. وقد استخدمت هذه الجماعة منصات التواصل الاجتماعي لنشر هذه الاتهامات، مما ساهم في تصعيد الضغط على البيت الأبيض لاتخاذ قرار الإقالة.

تأتي إقالة كارلا هايدن ضمن سلسلة من القرارات التي اتخذها ترامب مؤخراً لطرد مسؤولين في مؤسسات حكومية مختلفة، شملت وزارة العدل والبنتاغون ووكالات أخرى، حيث شهدت تلك المؤسسات تغييرات واسعة في المناصب القيادية، غالباً بعد حملات انتقاد من جماعات محافظة نافذة تدعم أجندة الرئيس السابق. ومن بين هذه الإقالات، إقالة القائم بأعمال مدير وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، الذي أُقيل بعد رفضه مقترحات لتفكيك الوكالة، بالإضافة إلى إقالة عدد من كبار الضباط في وزارة الدفاع، بما في ذلك جنرالات رفيعي المستوى.

وقد أثارت إقالة هايدن ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية، خاصة بين الديمقراطيين في الكونجرس الذين اعتبروا القرار تعسفياً ويهدف إلى تهميش الأصوات المستقلة والمثقفة داخل مؤسسات الدولة. وأعرب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، عن استيائه الشديد من هذا القرار، واصفاً هايدن بأنها شخصية رائدة ومثقفة وخادمة عامة من الطراز الرفيع، مطالباً بوقف ما وصفه بـ”العبث” الذي يمس مؤسسات الدولة ويقوض استقلاليتها.

تجسد هذه الإقالة حالة التوتر المستمرة بين البيت الأبيض السابق وبعض المؤسسات الحكومية، وتعكس الصراعات السياسية التي تؤثر على سير العمل في هذه المؤسسات الحيوية. كما تبرز أهمية الحفاظ على استقلالية هذه الهيئات من التدخلات السياسية، لضمان استمرار تقديم خدماتها للمجتمع بشكل نزيه وفعال، بعيداً عن التجاذبات السياسية الحادة التي قد تضر بالمصلحة العامة.

عن admin

شاهد أيضاً

باكستان والهند تتوصلان إلى اتفاق لإعادة تموضع قواتهما على الحدود في كشمير مع تأكيد استمرار وقف إطلاق النار دون تحديد مدة

في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات المستمرة بين باكستان والهند، توصل الجانبان إلى اتفاق يقضي …