كشفت تقارير إعلامية أمريكية، نقلًا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، أن الحملة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثيين في اليمن منذ مارس الماضي تكبدت خسائر مالية فادحة تجاوزت المليار دولار، نتيجة الاستخدام المكثف للذخائر والمعدات العسكرية، بالإضافة إلى خسائر في الطائرات المسيرة والمقاتلات. وأوضح المسؤولون أن العمليات العسكرية استنزفت مخزوناً كبيراً من القنابل والصواريخ، حيث تم استخدام نحو ألفي قنبلة وصاروخ بقيمة تقدر بحوالي 775 مليون دولار، إلى جانب فقدان سبع طائرات مسيرة ومقاتلتين أمريكيتين، ما أثار قلقاً متزايداً داخل البنتاجون بشأن كلفة وفعالية هذه الحملة المستمرة.
وتشير المصادر إلى أن هذه الحملة التي استمرت عدة أشهر لم تحقق نتائج ملموسة على الأرض، خاصة مع قدرة الفصائل اليمنية على إسقاط الطائرات المسيرة الأمريكية التي كانت تستخدم لتقييم الأضرار، مما جعل من الصعب قياس مدى نجاح الضربات الجوية. كما أن غياب القوات الأمريكية على الأرض في اليمن زاد من تعقيد المهمة، حيث لا توجد آلية فعالة لتقييم نتائج العمليات بشكل دقيق، مما دفع المسؤولين إلى التساؤل عن الجدوى الاستراتيجية لاستمرار هذه الحملة بهذا الشكل المكلف.
وفي ظل هذه الخسائر والتحديات، أشار التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية كانت تبحث عن مخرج من هذه الحملة التي طال أمدها دون تحقيق أهداف واضحة، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى إعلان وقف الهجمات ضد الحوثيين فوراً، معتبراً أن الحوثيين لا يرغبون في القتال، وأن وقف القصف هو خطوة ضرورية لخفض التصعيد في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه اليمن تصعيداً عسكرياً مع استمرار الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وجيش الاحتلال الإسرائيلي على مواقع تابعة للحوثيين، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي ومناطق أخرى، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والإنساني في البلاد. وتؤكد هذه العمليات المشتركة على تنسيق الجهود بين واشنطن وتل أبيب في مواجهة التهديدات التي تمثلها الفصائل اليمنية المدعومة من إيران.
ويعكس هذا الوضع حجم التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في اليمن، حيث تكبدت خسائر مالية وبشرية كبيرة دون تحقيق تقدم ملموس على الأرض، مما يطرح تساؤلات حول استراتيجية واشنطن في المنطقة وفاعلية استخدام القوة الجوية في النزاعات المعقدة التي تتطلب حلولاً سياسية وشاملة. وبينما تستمر الضغوط الدولية للبحث عن حلول سلمية، يبقى اليمن يعاني من تداعيات الصراع المستمر الذي يؤثر سلباً على حياة الملايين ويهدد الاستقرار الإقليمي.