في رد رسمي حاسم على الاتهامات التي وجهتها بعض المنظمات والحكومة السودانية بشأن توريد أسلحة متطورة لقوات الدعم السريع في السودان، نفت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل قاطع تقديمها أي نوع من الدعم العسكري أو الأسلحة لأي من الأطراف المتورطة في النزاع الدائر في السودان. وأكدت الإمارات أن هذه الادعاءات “لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أدلة دامغة”، مشددة على أن دورها يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الشعب السوداني الشقيق، دون التدخل في الصراعات المسلحة أو تأجيجها.
جاء هذا النفي في ظل تقارير صدرت عن منظمة العفو الدولية التي زعمت وجود أسلحة صينية متطورة، مثل قنابل موجهة ومدافع هاوتزر، تم استخدامها من قبل قوات الدعم السريع، ووصفتها بأنها انتهاك لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على السودان. وأوضحت الإمارات أن هذه المزاعم مبنية على معلومات غير دقيقة، وأنها تحترم القوانين الدولية وتلتزم بحظر الأسلحة المفروض، مؤكدة أنها لم تقم بتصدير أو تزويد أي طرف في السودان بأسلحة أو معدات عسكرية.
وتأتي هذه الاتهامات وسط تصاعد الصراع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع الذي بدأ في أبريل 2023، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة. وقد اتهمت الحكومة السودانية في بورتسودان الإمارات بدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والتمويل، وهو ما نفته الإمارات بشدة، معتبرة أن هذه الاتهامات محاولة لتشويه سمعتها والتهرب من مسؤوليات حل الأزمة السودانية.
كما ردّت الإمارات على قرار مجلس الأمن والدفاع السوداني بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، مؤكدة أنها لا تعترف بشرعية هذه السلطة التي تمثل طرفاً في النزاع وليست الحكومة الشرعية للسودان، وأن هذا القرار لا يمس العلاقات التاريخية بين البلدين وشعبيهما. وشددت وزارة الخارجية الإماراتية على أن الإمارات ستستمر في دعم الشعب السوداني، وخاصة الجالية السودانية الكبيرة المقيمة على أراضيها، ولن تتأثر بالعقوبات السياسية التي تصدر من أطراف غير معترف بها دولياً.
وأشارت الإمارات إلى أنها تبذل جهوداً مستمرة لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للسودان منذ عقود، وأنها ملتزمة بدعم الاستقرار والتنمية في البلاد بعيداً عن أي تدخلات عسكرية أو سياسية. كما أكدت على ضرورة وجود قيادة مدنية مستقلة في السودان تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، وتعمل على إنهاء العنف وتحقيق السلام الدائم.
في الوقت نفسه، تواصل الإمارات إحباط محاولات تهريب الأسلحة إلى السودان بصورة غير مشروعة، مؤكدة حرصها على تطبيق القوانين الدولية ومنع تحول أراضيها إلى ممرات لتجارة الأسلحة التي تغذي النزاعات في المنطقة. وتدعو الإمارات المجتمع الدولي إلى دعم جهود السلام في السودان والعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعانيها الملايين بسبب الصراع المستمر.
هذه التصريحات الرسمية تعكس موقف الإمارات الثابت في رفضها لأي دور في تأجيج النزاعات المسلحة، وتؤكد حرصها على تعزيز العلاقات الأخوية مع السودان، والعمل مع كافة الأطراف لتحقيق الاستقرار والسلام الذي يصب في مصلحة شعوب المنطقة.