أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل أن الولايات المتحدة لن تنتظر إذن أو موافقة الحكومة الإسرائيلية قبل اتخاذ أي إجراءات للتعامل مع التهديدات التي يشكلها الحوثيون في المنطقة، مشدداً على أن واشنطن تحتفظ بحقها الكامل في حماية مصالحها وأمن قواتها ومصالح حلفائها في الشرق الأوسط بشكل مستقل. وجاءت تصريحات السفير في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع استمرار الهجمات التي يشنها الحوثيون على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي أثارت قلقاً واسعاً لدى المجتمع الدولي وأثرت بشكل مباشر على حركة التجارة العالمية وأمن الممرات البحرية الحيوية.
وأوضح السفير الأميركي أن بلاده تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في المنطقة، وأن لديها التزامات واضحة تجاه حماية أمنها القومي وأمن شركائها، مؤكداً أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة والإرادة على اتخاذ ما يلزم من إجراءات ردع أو تدخل عسكري إذا تطلب الأمر ذلك، دون الحاجة إلى انتظار أي ضوء أخضر من أي طرف آخر، بما في ذلك إسرائيل. وأضاف أن التنسيق بين واشنطن وتل أبيب قائم ومستمر في العديد من الملفات الأمنية والعسكرية، إلا أن القرار الأميركي في ما يتعلق بالتعامل مع التهديدات المباشرة لمصالحها يظل قراراً سيادياً تتخذه الإدارة الأميركية وفقاً لمصالحها الاستراتيجية وتقديراتها الميدانية.
وأشار السفير إلى أن واشنطن تدرك حجم التحديات التي تواجه المنطقة في ظل تصاعد التوترات مع جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والتي تستهدف المصالح الأميركية والدولية في المنطقة، سواء من خلال الهجمات على السفن التجارية أو تهديد أمن حلفاء الولايات المتحدة. وأكد أن الإدارة الأميركية لن تتهاون في الرد على أي اعتداءات أو تهديدات، وأنها ستتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية أمن الملاحة الدولية وضمان استقرار المنطقة.
وتعكس هذه التصريحات حرص الولايات المتحدة على التأكيد لحلفائها وشركائها في المنطقة، وفي مقدمتهم إسرائيل، أنها تتعامل مع التحديات الإقليمية من منطلق استقلالية القرار والسيادة الوطنية، وأنها مستعدة للتحرك بشكل منفرد إذا اقتضت الضرورة، مع استمرار التنسيق والتشاور مع الحلفاء لتحقيق الأهداف المشتركة. كما تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، ما يجعل من الموقف الأميركي عاملاً محورياً في رسم معادلات الأمن والاستقرار الإقليمي خلال المرحلة المقبلة.