أخبار عاجلة
الرئيسية / سياسة / مصادر تؤكد استهداف مستودعات الوقود في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان بطائرات مسيّرة في تصعيد ميداني يثير القلق

مصادر تؤكد استهداف مستودعات الوقود في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان بطائرات مسيّرة في تصعيد ميداني يثير القلق

أفادت مصادر محلية لقناة الجزيرة مباشر بأن طائرات مسيّرة شنت هجمات على مستودعات للوقود في مدينة كوستي الواقعة بولاية النيل الأبيض في جنوب السودان، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية جسيمة وارتفاع مستوى التوتر في المنطقة، التي كانت تُعد من المناطق الأقل تضررًا نسبياً خلال الأشهر الماضية من النزاع المتصاعد في البلاد. هذا التطور المفاجئ يُعد إشارة واضحة على اتساع رقعة الصراع واستخدام وسائل قتالية متطورة، في مقدمتها الطائرات بدون طيار، التي أصبحت جزءاً رئيسياً من مشهد الحرب في السودان.

وبحسب المعلومات الأولية، فإن الطائرات المسيّرة التي نفذت الهجوم استهدفت بدقة منشآت تخزين الوقود في المدينة، والتي تُعتبر من المرافق الحيوية التي تمد مناطق واسعة من جنوب السودان بالوقود اللازم لتشغيل المولدات والمركبات ووسائل النقل المختلفة، مما ينذر بأزمة طاقة وارتفاع جديد في الأسعار، في حال تعذر تعويض هذه الكميات التي تضررت أو دُمرت بفعل القصف. ويبدو أن الهدف من هذه الضربة لم يكن فقط إلحاق الضرر بالمستودعات كمرافق لوجستية، بل أيضاً توجيه رسالة ميدانية مفادها أن أي منطقة داخل السودان أصبحت عرضة للاستهداف، حتى تلك التي تقع في عمق الجنوب، بعيدًا عن خطوط الاشتباك التقليدية.

هذا الهجوم بطائرات مسيّرة يعكس تطوراً نوعياً في طبيعة العمليات العسكرية داخل السودان، إذ لم يعد القتال مقتصرًا على المواجهات البرية أو الغارات الجوية التقليدية، بل توسعت الأدوات العسكرية لتشمل تقنيات أكثر دقة وأقل تكلفة، لكنها أشد تأثيرًا في استهداف البنية التحتية الحيوية. ويرى مراقبون أن استخدام الطائرات بدون طيار في هذا السياق يطرح تساؤلات كبيرة حول الجهات القادرة على تشغيل هذا النوع من السلاح، ومدى انتشار هذه التقنية في أيدي الفصائل المسلحة، وسط مخاوف متزايدة من تحوّل الحرب إلى صراع أكثر فوضوية وتعقيدًا.

وفي ظل غياب بيان رسمي من الحكومة أو الجهات العسكرية المعنية، تتزايد حالة الترقب داخل الشارع السوداني الذي بات مرهقًا من تصاعد العنف واتساع نطاق الاستهداف العشوائي والمنظم لمرافق مدنية تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس اليومية. كما أن مدينة كوستي، التي تُعد شريانًا اقتصاديًا مهمًا في الجنوب، باتت مهددة بفقدان قدرتها على تأمين احتياجاتها من الطاقة والوقود، وهو ما قد يدفع السكان لموجة نزوح جديدة، أو اضطرابات اجتماعية في ظل الظروف المعيشية القاسية أساسًا.

الهجوم على مستودعات الوقود في كوستي ليس مجرد حادث عابر، بل هو مؤشر خطير على أن دائرة الحرب تتوسع جغرافياً وتقنياً، ما يضع السودان أمام تحديات جديدة تتطلب حلولاً سياسية عاجلة، قبل أن تنزلق البلاد إلى مرحلة أكثر فوضوية، يصعب معها التحكم في مجريات الأمور أو إعادة الاستقرار في المستقبل القريب.

عن admin

شاهد أيضاً

باكستان والهند تتوصلان إلى اتفاق لإعادة تموضع قواتهما على الحدود في كشمير مع تأكيد استمرار وقف إطلاق النار دون تحديد مدة

في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات المستمرة بين باكستان والهند، توصل الجانبان إلى اتفاق يقضي …