شهدت الساحة الإعلامية تفاعلاً واسعاً بعد الأنباء التي تناولت الدور العُماني في الوساطة والتدخل المباشر للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مسار إيقاف الحرب الأمريكية على اليمن، حيث أثار هذا التطور اهتمام جمهور “الجزيرة مباشر” الذي تابع المشهد عن كثب وحلل تداعياته من مختلف الزوايا السياسية والإنسانية. تأتي هذه التحركات بعد سنوات من الصراع الذي ألقى بظلاله الثقيلة على الشعب اليمني، وسط محاولات حثيثة من أطراف إقليمية ودولية لوقف القتال وتهيئة الأجواء نحو حل سلمي شامل.
وقد عبّر المتابعون عن رؤيتهم للدور العُماني الذي عُرف تاريخياً بسياسته المتوازنة وسعيه المستمر لحل الخلافات عبر الحوار والدبلوماسية الهادئة، حيث رأى كثيرون أن هذه الوساطة جاءت في وقت حساس يتطلب جهوداً جدية لإنهاء معاناة اليمنيين ووقف التدخلات العسكرية التي زادت من تعقيد الأزمة. كما تفاعل الجمهور مع حقيقة تدخل ترامب، الذي رغم تركه المنصب منذ فترة، إلا أن تأثيره السياسي لا يزال ملحوظاً على الساحة الدولية، خاصة فيما يتعلق بالملفات التي لعب فيها دوراً محورياً خلال فترة رئاسته.
وجاءت آراء المشاهدين متباينة حول أبعاد هذا التدخل، حيث اعتبر البعض أن خطوة ترامب تحمل أبعاداً سياسية تتعلق برغبته في إعادة ترميم صورته على الصعيد الدولي أو تقديم نفسه كفاعل مؤثر في القضايا الإقليمية الحساسة. بينما رأى آخرون أن استخدام نفوذه في هذا الملف قد يسهم فعلياً في الضغط نحو إيقاف الحرب، خاصة مع وجود وساطة عُمانية تستند إلى علاقات متوازنة مع مختلف أطراف النزاع.
وتطرق النقاش إلى الآثار الإنسانية الكارثية التي خلفتها الحرب على اليمن، حيث أبدى المتابعون أملاً حذراً في أن تثمر هذه الجهود عن إنهاء الصراع، ووضع حد لمعاناة ملايين المدنيين الذين يعيشون في ظروف مأساوية. كما عبر الكثيرون عن تقديرهم للدبلوماسية العُمانية الهادئة التي لطالما سعت إلى تخفيف التوترات الإقليمية، مؤكدين أهمية استمرار مثل هذه المبادرات بعيداً عن المصالح الضيقة لتحقيق سلام دائم وشامل في اليمن.