في حادثة أثارت قلقًا واسعًا، اندلع حريق ضخم في أحد مستودعات المواد النفطية جنوبي مدينة بورتسودان، شرقي السودان، حيث تصاعدت ألسنة اللهب بشكل كثيف، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان القريبين من موقع الحادث. وحتى اللحظة، لم تكشف المصادر الرسمية عن الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء للسيطرة على النيران ومنع انتشارها إلى المناطق المجاورة.
الحريق، الذي اندلع في ساعات المساء، تسبب في تصاعد أعمدة الدخان الكثيفة التي غطت سماء المنطقة، مما دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة المواطنين، حيث تم إخلاء المناطق القريبة من المستودع كإجراء احترازي، فيما تم الدفع بعدد كبير من سيارات الإطفاء لمحاولة احتواء الحريق قبل أن يمتد إلى منشآت أخرى. فرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة، مستخدمة كافة الإمكانيات المتاحة للحد من انتشار النيران، وسط تحديات كبيرة بسبب طبيعة المواد النفطية القابلة للاشتعال.
من جهتها، أكدت الجهات المختصة أنها بدأت تحقيقًا موسعًا لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء اندلاع الحريق، حيث يتم فحص المستودع والمنطقة المحيطة به لتحديد ما إذا كان الحادث ناتجًا عن خلل فني، أو إهمال في إجراءات السلامة، أو أي عوامل أخرى قد تكون ساهمت في وقوعه. كما تم تشكيل لجنة فنية لدراسة الأضرار الناجمة عن الحريق، وتقييم مدى تأثيره على الإمدادات النفطية في المنطقة، خاصة أن المستودع يُعد من المرافق الحيوية التي تخدم قطاعات مختلفة.
الحادث أثار ردود فعل واسعة بين المواطنين، حيث عبر العديد منهم عن مخاوفهم من تأثير الحريق على البيئة والصحة العامة، خاصة مع انتشار الدخان الكثيف في الأجواء. كما طالب البعض بضرورة تعزيز إجراءات السلامة في المنشآت النفطية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وفي ظل استمرار جهود الإطفاء، يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن رجال الدفاع المدني من السيطرة الكاملة على الحريق قبل أن يتسبب في أضرار أكبر؟ وهل ستكشف التحقيقات عن الأسباب الحقيقية وراء اندلاعه؟ الأيام القادمة قد تحمل إجابات لهذه التساؤلات، فيما يترقب الجميع أي تصريحات رسمية قد توضح ملابسات الحادث وتداعياته على المنطقة.