اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
في ظل تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية في سوريا، طالب المبعوث الأممي إلى سوريا والزعيم الدرزي اللبناني بوقف الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مختلفة في البلاد، خاصة في ظل تصاعد وتيرة هذه الهجمات التي خلفت أضراراً بشرية ومادية كبيرة. تأتي هذه المطالبات في وقت شهدت فيه محافظة السويداء الواقعة جنوب سوريا حدثاً غير مسبوق تمثل في هبوط مروحية عسكرية إسرائيلية في المنطقة لأول مرة، ما أثار مخاوف كبيرة من تصعيد عسكري محتمل وتوسع نطاق العمليات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية متعددة في محافظات دمشق، درعا، حماة، اللاذقية، والريف الدمشقي، اعتبرها مراقبون الأعنف منذ بداية العام، حيث استهدفت بنى تحتية عسكرية، مواقع دفاع جوي، وفوج المدفعية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر الجيش السوري وأضرار في المنشآت العسكرية. هذه الهجمات تأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تنفذها القوات الإسرائيلية بهدف استهداف مواقع تابعة للنظام السوري أو فصائل مسلحة أخرى، وسط تحليق مكثف ومستمر للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء عدة مناطق سورية.
في هذا السياق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هذه الغارات تمثل رسالة واضحة للنظام السوري بعدم السماح له بتهديد الأقلية الدرزية في سوريا، مشدداً على التزام بلاده بحماية هذه الطائفة. وقد أثار هذا التصريح ردود فعل متباينة، حيث اعتبره البعض تهديداً لتوسيع دائرة الصراع، في حين أبدى آخرون قلقهم من تداعيات هذه العمليات على الاستقرار الإقليمي. كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة هذه الانتهاكات، مطالباً باحترام سيادة سوريا ووقف التصعيد العسكري.
أما فيما يتعلق بهبوط المروحية الإسرائيلية في السويداء، فقد نقلت تقارير أن المروحية حطت لفترة وجيزة قبل أن تواصل رحلتها نحو الجولان المحتل، وهو ما اعتبره محللون خطوة غير مسبوقة تعكس تصعيداً نوعياً في العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، خاصة في مناطق ذات أغلبية درزية. هذا الحدث أثار حالة من القلق بين السكان المحليين والقيادات الدرزية، الذين يرون في ذلك تهديداً مباشراً لأمنهم واستقرارهم.
في ظل هذه التطورات، شدد المبعوث الأممي والزعيم الدرزي اللبناني على ضرورة وقف هذه الغارات فوراً، والعمل على إيجاد حلول سياسية تضمن حماية المدنيين والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. كما طالبوا المجتمع الدولي بالضغط على جميع الأطراف لوقف التصعيد وفتح قنوات الحوار، لتفادي المزيد من التدهور الذي قد يؤدي إلى أزمة إنسانية وأمنية أوسع. تأتي هذه المطالبات في وقت تتزايد فيه المخاوف من انزلاق سوريا ومحيطها إلى مواجهة عسكرية مفتوحة قد تؤثر على المنطقة بأسرها.
هذه الأحداث تعكس تعقيد المشهد السوري والإقليمي، حيث تتداخل مصالح عدة أطراف داخلية وخارجية، ما يجعل من الصعب التوصل إلى تهدئة مستدامة دون توافق دولي وإقليمي. ويظل ملف حماية الأقليات، مثل الطائفة الدرزية، من أبرز القضايا الحساسة التي تؤثر على ديناميكية الصراع، خاصة مع استمرار الغارات الإسرائيلية وتصريحات القادة الإسرائيليين التي تؤكد على استهداف أي تهديد لهذه الطوائف. في ظل هذا الواقع، تظل الدعوات الأممية والدرزية لوقف الغارات بمثابة محاولة لإعادة ضبط الأوضاع ومنع تفاقم الأزمة التي تهدد استقرار سوريا والمنطقة بأسرها.
