الرئيسية / سياسة / معلمة غزاوية تحقق حلم السفر إلى باريس بعد عام من الانتظار.. رحلة مثيرة للجدل تطرح أسئلة حول طبيعة “الترحيل أم التهجير”

معلمة غزاوية تحقق حلم السفر إلى باريس بعد عام من الانتظار.. رحلة مثيرة للجدل تطرح أسئلة حول طبيعة “الترحيل أم التهجير”

استطاعت المعلمة والشاعرة الغزاوية ضحى الكحلوت تحقيق حلمها بالسفر إلى فرنسا بعد عام كامل من الانتظار والتعثر، حيث حصلت منذ نحو عام على منحة “كاتب” للدراسة في إحدى جامعات باريس، لكن ظروف الحصار والمعوقات الإدارية حالت دون سفرها في الوقت المحدد. وجاءت رحلتها خلال الأسبوع الماضي، ضمن مجموعة تضم أكثر من 100 أكاديمي وباحث فلسطيني، وسط تسهيلات فرنسية خاصة، في توقيت وملابسات أثارت جدلاً واسعاً داخل غزة وخارجها.  

تثير هذه الرحلة تساؤلات عديدة حول طبيعة السفر هل هو ترحيل مؤقت لأغراض أكاديمية أم تهجير مقنّع في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان القطاع؟ فمن ناحية، يرى البعض أن هذه الخطوة تمثل فرصة ذهبية للمعلمين والباحثين الغزاويين للخروج من الحصار والاستفادة من المنح الدراسية الدولية، خاصة في ظل شح الفرص التعليمية والمهنية داخل القطاع المحاصر. ومن ناحية أخرى، يخشى آخرون من أن تكون هذه الخطوة جزءاً من مخطط لتفريغ غزة من كفاءاتها العلمية والأكاديمية، مما قد يزيد من عزلة القطاع ويضعف قدرته على النهوض بعد سنوات من الحروب والحصار.  

وتعد قصة ضحى الكحلوت نموذجاً لمعاناة المبدعين والمثقفين في غزة، الذين يحلمون بكسر قيود الحصار والانطلاق نحو آفاق أوسع، لكنهم يواجهون في الوقت نفسه بمخاوف الهوية والانتماء. فبينما تمنحهم مثل هذه المنح فرصة لتطوير مهاراتهم وإكمال دراساتهم العليا في جامعات مرموقة، فإنهم يبقون عالقين بين خيارين صعبين: البقاء في غزة رغم كل الصعوبات، أو المغادرة مع ما قد يعنيه ذلك من مخاطر عدم العودة.  

أما بالنسبة لضحى، التي عُرفت بنشاطها الثقافي والأكاديمي في غزة، فإن رحلتها إلى باريس تمثل نقطة تحول في حياتها المهنية والشخصية، لكنها تبقى في الوقت نفسه جزءاً من قصة أكبر تخص مئات الأكاديميين والباحثين الفلسطينيين الذين يحاولون الجمع بين حقهم في التنقل والتعلم، والخوف من أن تكون مثل هذه الفرص بوابة للابتعاد الدائم عن الوطن.  

يبقى السؤال الأكبر: هل ستكون هذه الخطوة بداية لفتح الأبواب أمام كفاءات غزاوية أخرى للسفر والدراسة، أم أنها مجرد حلقة في سلسلة طويلة من محاولات تفريغ القطاع من نخبه؟ الإجابة ربما لن تكون واضحة إلا مع مرور الوقت، لكنها بالتأكيد تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه حق الفلسطينيين في الحركة والتعليم، دون أن يكون ذلك على حساب حقهم في العودة والبقاء في أرضهم.

عن admin

شاهد أيضاً

اليونيفيل في لبنان: خفض للقوات واستعداد للانسحاب التدريجي

أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أن الولاية الممنوحة للقوة ستستمر …