أطلق الصليب الأحمر الدولي تحذيرات شديدة اللهجة بشأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بعد استئناف العمليات العسكرية، مؤكدًا أن عودة الحرب أدت إلى فتح جحيم جديد على سكان القطاع، الذين يعانون بالفعل من ظروف مأساوية منذ أشهر طويلة. وأوضح الصليب الأحمر أن القتال المتجدد تسبب في موجة جديدة من النزوح الجماعي، حيث اضطرت آلاف الأسر إلى مغادرة منازلها بحثًا عن مأوى آمن، في وقت تزداد فيه صعوبة الوصول إلى الغذاء والماء والدواء والخدمات الطبية الأساسية.
وأشار الصليب الأحمر إلى أن المستشفيات في غزة باتت عاجزة عن استقبال الأعداد المتزايدة من الجرحى والمصابين، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية وانقطاع متكرر للتيار الكهربائي، مما يهدد حياة المرضى ويحول دون تقديم الرعاية الصحية اللازمة. كما أكد أن فرق الإغاثة تواجه صعوبات هائلة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب استمرار القصف وإغلاق الطرق، مما يعوق عمليات الإنقاذ والإغاثة ويزيد من معاناة المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن والنساء.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، دعا الصليب الأحمر جميع الأطراف إلى احترام القوانين الدولية الإنسانية وحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما شدد على ضرورة وقف التصعيد فورًا وإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة والعمل الطبي، محذرًا من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، حيث أصبح السكان محاصرين بين القصف ونقص الاحتياجات الأساسية، دون أمل قريب في تحسن الأوضاع.
وأكدت المنظمة أن ما يحدث في غزة الآن تجاوز حدود المعاناة الإنسانية المعتادة، وأن القطاع أصبح يعيش في حالة من الرعب الدائم، حيث لا يجد السكان مكانًا آمنًا يلجأون إليه، وتزداد المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تدهور الأوضاع الصحية والبيئية. كما أشار الصليب الأحمر إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من استمرار الحرب، حيث حُرموا من التعليم والحياة الطبيعية، ويواجهون مخاطر جسيمة تهدد مستقبلهم.
وختم الصليب الأحمر بيانه بالتأكيد على التزامه بمواصلة تقديم الدعم والمساعدة لسكان غزة رغم التحديات، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء هذه المأساة الإنسانية وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، والعمل على إيجاد حل سياسي يضع حدًا لمعاناة ملايين الأبرياء في القطاع.