أخبار عاجلة
الرئيسية / اقتصاد / فلسطينيون في قطاع غزة يضطرون لأكل السلاحف البحرية المحمية بسبب شح الغذاء والجوع القاسي

فلسطينيون في قطاع غزة يضطرون لأكل السلاحف البحرية المحمية بسبب شح الغذاء والجوع القاسي

في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد الذي يفرض قيودًا صارمة على دخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، يواجه السكان أزمة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياتهم بشكل مباشر، حيث اضطر عدد كبير من الفلسطينيين إلى اللجوء إلى مصادر غذائية غير مألوفة، من بينها أكل السلاحف البحرية، وهو نوع محمي من الحيوانات البحرية، وذلك بسبب نفاد الخيارات الغذائية التقليدية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير. ويؤكد الفلسطينيون الذين لجأوا إلى تناول لحم السلاحف أنهم لم يكونوا ليقدموا على هذا الأمر لولا شدة الجوع وقلة البدائل المتاحة، مؤكدين أنهم لو توافرت أمامهم خيارات أخرى لما فكروا يومًا في أكل هذه الكائنات.

تروي السيدة ماجدة قنان، التي تعيش في خيمة نزوح في خان يونس جنوب القطاع، كيف اضطرت للمرة الثالثة إلى طبخ سلحفاة لإطعام عائلتها، حيث تقوم بتنظيف اللحم وخلطه مع بعض المكونات البسيطة ثم طهيه على نار الحطب، محاولة إقناع أطفالها بتناول هذا الطعام الجديد الذي يخالف عاداتهم وتقاليدهم الغذائية. وتصف ماجدة كيف كان الأطفال في البداية يخافون من طعم السلحفاة، لكنها أخبرتهم بأنها تشبه لحم العجل في الطعم، فبعضهم استسلم لتجربة الأكل بينما رفضها آخرون. وتوضح أن هذا اللحم لا يباع في الأسواق، بل يتم توزيعه على عدد من العائلات المحتاجة، في ظل ندرة المواد الغذائية وغلاء أسعارها.

ويشير قريبها عبد الحليم قنان، وهو صياد، إلى أن اللجوء إلى أكل السلاحف البحرية كان أمرًا غير متوقع تمامًا، لكنه أصبح ضرورة ملحة لتعويض نقص البروتين في النظام الغذائي للسكان، خاصة مع انعدام اللحوم والدواجن والخضروات في الأسواق المحلية. ويؤكد عبد الحليم أن ذبح السلاحف يتم وفق الشريعة الإسلامية، مضيفًا أن البحر أصبح المصدر الوحيد المتبقي لتوفير الغذاء، في ظل استمرار الحصار الذي يعيق وصول المواد الأساسية إلى القطاع.

وتأتي هذه الأزمة الغذائية في سياق حصار إسرائيلي شامل فرض منذ بداية مارس الماضي، حيث منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، كما قطعت الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير. وقد حذرت منظمات دولية غير حكومية من أن المجاعة تتطور بسرعة في معظم مناطق غزة، وأن الوضع الإنساني أصبح الأسوأ منذ سنوات، مع استمرار توقف الإمدادات الغذائية والطبية.

ويعاني سكان غزة من شح حاد في المواد الغذائية الأساسية، حيث تكاد الأسواق تخلو من اللحوم والخضروات، ويضطر السكان إلى شراء كميات قليلة من الخضروات بأسعار مرتفعة للغاية، ما يزيد من معاناتهم اليومية. وفي ظل هذه الظروف، أصبحت السلاحف البحرية التي كانت تُعتبر نوعًا محميًا ونادرًا، تمثل مصدرًا غذائيًا اضطراريًا لكثير من الأسر التي تكافح من أجل البقاء.

ويعكس هذا الوضع المأساوي حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، حيث باتت أبسط حقوق الإنسان في الحصول على الغذاء مهددة، وسط صمت دولي نسبي وتوترات سياسية مستمرة. ويؤكد الفلسطينيون أن هذه الظروف الصعبة لم تجعلهم يفقدوا الأمل في مستقبل أفضل، لكنهم يناشدون المجتمع الدولي والجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لرفع الحصار وتوفير المساعدات الإنسانية التي تضمن لهم حياة كريمة.

في النهاية، تجسد قصة اللجوء إلى أكل السلاحف البحرية في قطاع غزة واقعًا إنسانيًا مؤلمًا، يعكس تداعيات الحصار المستمر والقيود المفروضة على السكان، ويبرز الحاجة الملحة إلى تحرك دولي فوري لإنقاذ حياة آلاف المدنيين الذين يواجهون خطر الجوع والمجاعة.

عن admin

شاهد أيضاً

ترامب يبرم اتفاقية تاريخية مع قطر لتعزيز التعاون الاقتصادي بقيمة 1.2 تريليون دولار

شهدت العاصمة القطرية الدوحة توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد …