وجهه متورم، العيون كانت منتفخة والملامح ضاعت وحل مكانها «زرقان» وآثار طفى السجائر بأنحاء الجسد، هكذا عثرت والدة الطفل «سراج»، 4 سنوات، عليه داخل منزل زوج عمته بمنطقة الزاوية الحمراء في القاهرة، وحينها قالها الصغير: «إنتى جايه ليه هنا يا ماما؟».. لتفهم منه «عمو قاللى لو أمك جت أو أي حد هدبحك وأدبحه».
حرق طفل عمره 4 سنوات على يد زوج عمته وصديقه
10 أيام، كان «سراج» يٌعذب على يد زوج عمته «أحمد»، وصديقه «عمار»، على بلاط شقة الأول كان ينام مجردًا من ملابسه ومكبلًا من يديه برباط «الكوتشى»، متألمةً «صفاء»، والدة الطفل تروى: «دا بق الميه كان بيعذبه علشان يشربهوله!، يرفع الزجاجة لفوق وينزل بفمه نقطة ويتركه يلهث!»، تنتابها حالة هستيرية «دا الواد حكالى: (يا ماما كان بيجيب الأكل قدامى، ويقوللى: دا إيه اللى قدامك؟.. فأقول له: بطاطس ورز، يقوم يقولى: طيب هاتهم علشان تأكل، وأنا كنت متكتف)».
«سلخانة التعذيب» التي نصبها زوج العمة وصديقه للصغير لم تخل من تعدِ عليه، تشرح الأم: «الواد لقيته في منظر ربنا ما يوريه لحد أبدًا، والشرطة والنيابة العامة لما شافوه على طول راح الطب الشرعى لتوقيع الكشف عليه، وطلع ابنى شاف اللى كل أب وأم لا يستطيعا تحمله على فلذة كبدهما».
والدة «سراج»، التي تعمل بائعة خضراوات، تدمع عيناها حين تذكر كيف اصطحب «أحمد» ابنها لمسكنه للتعدى عليه: «بروح السوق على طول وبغيب بالأيام وكمان زوجى بيسافر، بنشتغل كتير لأن شقتنا إتحرقت ومحتاجين مكان تانى، وبنعيش عند حماتى مؤقتًا، والمتهم خد ابنى لما شبط فيه مع عياله (فاطمة)، و(عمر)، لأن مراته غضبانة، وحجز ابنى بشقته وضربه وعمل اللى عمله من غير ما نعرف إلا لما فوجئنا بقدوم عياله عند حماتى».
«صفاء»، وعديلتها «سوسن»، توجهتا إلى منزل «أحمد»، طرقتا الباب مرارًا حتى خارت قواهما والجيران يؤكدون لهما «شوفنا بس ابنه اللى معاه»، لتتصلا على زوجته لتخبرهما «ابن عمه معاه مفاتيح للشقة، وبحضوره فتح الباب وكانت الكارثة ماثلة أمام عيون السيدتين».
طفل الزواية: زوج عمتي قاللي لو أمك جت هدبحهالك
والدة «سراج» دخلت حجرة ووجدت ابنها عاريًا، تنهار «لقيته متكتف من إيده وبقه كله دم وعينه متورمة، ولقيت واحد صاحب أحمد موجود بالشقة، من الصدمة جريت على الشارع وفضلت أصرخ والناس كانت خايفة يكون ابنى إتقتل وخافوا يطلعوا معايا، لحد ما نزلوه ليا وحملته على القسم، وهناك الضباط قالولى: مين اللى عمل فيه كده؟.. وكانوا هيتجننوا، ولما نزلوا يدورا على زوج عمة ابنى كان هرب، ولحد دلوقتى بيدورا عليه هو وصاحبه».
الأم تستذكر تفاصيل ما حدث: «لقيت ابنى بيقولى: يا ماما إنتى ليه جيتى؟، بقوله له: ليه يا حبيبى بتقول كده؟. قال إن (أحمد) قالى لو أمك جت هدبحهالك، يا ماما طفى السجاير بجسمى لما كنت بقوله: عاوز آكل أو أشرب.. يا ماما ورم وشى من كتر الضرب لما بعيط وأقول: عاوز ماما.. عاوز بابا».
طفلا «أحمد» شهدا أمام عائلتهما بأن «بابا فضل يضرب ويعذب (سراج) قدامنا، وعمل له حاجات وحشة»، والدة المجنى عليه تقول «عياله كانوا سُلام من غير أي إصابة، وبهدل ابنى اللى راح معاه شقته وكان بيقول له: يا بابا، إحنا كنّا بنعطيه أمان من كتر حنيته على الطفل ولم نتوقع اللى حصل».
الأب لا يفارق حضن ابنه «سراج»، الذي ردد: «يا بابا أحمد ضربنى»، ليؤكد له «مش هنسيب حقك»، ليحكى «لما روحنا للدكتور قال الواد كان هيموت من قلة الأكل والشرب وعنده حالة إعياء شديدة»، ليقول «عاوزين حق ابنى، الجانى منع عنه الطعام والمياه 10 أيام، ولسه حر متقبضش عليه».