لسنوات طويلة إزدادت إجراءات السفر بالطائرات تعقيدا وصعوبة عاما بعد عام، تارة بسبب الإجراءات الأمنية، وتارة آخرى بسبب زيادة تعقيد المنقولات والحقائب التي يصطحبها الركاب معهم وتعقيد مُحتوياتها. الشئ المُؤكد الآن هو أن السفر بالطيران بات يفتقد الى المتعة يوما بعد يوم، كما أصبح يستهلك المزيد من الوقت والمجهود. ويُمثل هذا المجال حقلا متسعا للإبتكار للشركات الناشئة التي ترغب في تقديم حلول لإختصار تلك الإجراءات وجعل السفر أكثر راحة وسهولة.
أعلنت شركة “دناتا – dnata” الإماراتية عن إستحواذها على شركة “دبز – Dubz” الناشئة الإماراتية أيضا. تُعد شركة “دناتا” هي المُشغل الأكبر في العالم للخدمات الأرضية وخدمات الدعم والتزود بالإمدادات الخاصة بالطائرات وتعمل في ١٢٩ مطار حول العالم.
تأسست شركة “Dubz” على يد ثلاثة رواد أعمال هم عمر أبو فرج، مصطفى المغربي وسامر صبح عام ٢٠١٦ لتُقدم خدمة نقل الأمتعة مباشرة من والى المنازل أو الفنادق للركاب المُسافرين والعائدين عبر مطار دبي الدولي.
تعتزم “دناتا” الإرتقاء بتلك الخدمة المُبتكرة، وربما تقديم مفهوم جديد للسفر يختصر الكثير من الخطوات والتعقيدات التي لطالما كانت مميزة للسفر بالطائرات في السنوات الأخيرة. وأطلقت الشركة بالفعل الخدمة في صورتها الجديدة بصفة مبدئية لركاب شركات “فلاي دبي”، “فلاي ناس” و”السعودية” والذي يُمكنهم الآن طلب الخدمة عبر الإنترنت ليصلهم مندوب الشركة لإستلام حقائبهم قبل السفر وتسليمهم بطاقات الصعود الى الطائرة، وتتولى الخدمة الجديدة تسجيل الحقائب، تغليفها، وإيداعها بالطائرة دون أي تدخل من جانب المُسافر الذي يستطيع التوجه مباشرة الى الجوازات.
في إتجاه العودة، يُمكن إستخدام الخدمة ذاتها، ليتمكن المُسافر من الإتجاه مباشرة الى منزله أو الفندق الذي يقيم به ويتولى مندوبو الخدمة إستلام الحقائب والمرور بها خلال الجمارك وإيصالها الى العنوان المطلوب مباشرة.
تبلغ تكلفة الخدمة ١١٠ درهم إماراتي للحقيبتين الأولى والثانية عند السفر، و ٢٩٩ درهم لثلاث حقائب، أما خدمة القتاط الحقائب من السير عند العودة فتبلغ تكلفتها ٩٩ درهم للحقيبة الأولى و٤٠ درهم لكل حقيبة إضافية. ويحصل المسافرون على إمكانية تتبع حقائبهم لحظيا حيث تم تزويد سيارات الخدمة بأجهزة GPS لتتبع المواقع، بالإضافة الى خدمة الحصول على إشعارات عبر الرسائل النصية القصيرة وتأمين كامل على الحقائب.
تنوي “دناتا” التوسع في تقديم تلك الخدمة لعملاء شركات الطيران الأخرى التي تمر عبر مطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم الدولي، ولكن الأهم في تقديري هو إنتشار الشركة عالميا، والذي سيسمح لها بإستحداث تلك الخدمة في مطارات ومُدن أخرى حول العالم.
وفي حال التوسع في تبني خدمات وتقنيات مماثلة في صناعة الطيران، فربما ينعكس ذلك في المستقبل الطريق على الصناعة كاملة بما يسمح بإختصار إجراءات السفر والوصول إعتمادا على تقنيات حديثة.
