[ad_1]
خرج المنتخب المصري من منافسات كأس الأمم الأفريقية 2019، إلا أن الخروج المبكر من دور الـ16 في ظل إقامة المسابقة في مصر ما زال يُلقي بظلاله على الجميع، مما دفع هاني رمزي عضو الجهاز الفني المُقال من منصبه للحديث عن أسباب ودافع الفراعنة.
هاني رمزي تحدث إلى وسائل الإعلام، بتواجد يلا كورة، ليكشف عن عدد من الأمور التي حدثت في الفترة الماضية، بداية من خطة إعداد المنتخب تحت قيادة خافير أجيري المدير الفني المُقال، مرورًا باختيارات قائمة الفريق، ونهاية بفترة إقامة البطولة الأفريقية وما حدث في معسكر مصر خلالها وبعد الخروج.
أول 5 أشهر من خطتنا كانت الاعتماد على العناصر صغيرة السن، لتشكيل منتخب قوي في عام 2022 قوامه الأساسي متوسط أعماره لا يزيد عن 27 عام، وفي المباريات الأولى بتصفيات أمم أفريقيا الجميع أكد على أن هناك عملية تغيير في الفريق وخلال مواجهة تونس الجميع أجمع على أن الأداء تغير.
خلال هذه الفترة اكتسبنا عناصر جديدة جيدة جدًا، مثل طاهر محمد طاهر، عمار حمدي، صلاح محسن مع الاعتماد على باهر المحمدي ومحمد صادق وكذلك مصطفى محمد وإسلام جابر، العدد تقريبًا كان 8 لاعبين كنا نرى أنهم نواة لمنتخب مصر في عام 2022.
قمت بإعداد ملف به تحليل أداء لجميع اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم 2018، مع قوائم جميع أندية الدوري المصري كاملة بها أعمار اللاعبين ومراكزهم وكل شيء عنهم، مع تقرير كامل بالانتقالات التي تمت في فترة الانتقالات الشتوية لكي يعرف أجيري أين يتواجد أي لاعب قام بمتابعته من قبل.
بعدما وصلنا إلى المباريات الودية في شهر مارس الماضي، عقدنا جلسة وتحدثنا عن ضرورة تجربة عناصر جديدة صغيرة في السن، ولذلك قمنا بالاعتماد على لاعبين مثل أحمد أبو الفتوح، أردنا أن نرى الجميع عن قرب خاصة أنهم كانوا يقدمون أداء جيد في الدوري، ولكن هذه المرحلة انتهت فور إسناد مهمة تنظيم كأس أمم أفريقيا لمصر.
أعجبت كثيرًا بعبد الله جمعة، خاصة بعدما شاهدته في مباريات الزمالك الأخيرة بالكونفدرالية ولاحظت قدرته على التعامل مع الضغوط الجماهيرية الكبيرة التي وضعت عليه، ولكن بكل أمانة أجيري لم يكن مقتنعًا به في مركز الظهير الأيسر.
أعرف إمكانيات عبد الله جمعة جيدًا، ولكن أجيري كان مقتنع أنه جيد في الجانب الهجومي مع التحفظ عليه دفاعيًا، وقال لي هذا قراري وحدي، ورفض ضمه مع رجب بكار وقرر الاستعانة بمحمود حمدي “الونش” وهو ما أثار الريبة لدي، فنحن لسنا في حاجة للاستعانة بلاعب في قلب الدفاع ونحن لدينا أيمن أشرف وأحمد أيمن منصور وهما يمكنهما اللعب في هذا المركز وعلى الأطراف.
أجيري اقترح الاستعانة بأحمد فتوح ولكنني تعجبت من الأمر، لقد شاهده في أحد المباريات التي أقيمت بالأسكندرية، وكذلك أعجب به بعدما نجح في تدراك خطأه خلال مواجهة نيجيريا الودية واستكماله للمباراة بقوة، وأدرك أن لديه ثبات إنفعالي كبير رغم صغر سنه، وليعلم الجميع أن رأيي استشاري فقط وقلت له أن عبد الله جمعة أفضل ويمكن الاستعانة به في أكثر من مركز مثل الجناح الأيسر، ولكنه اصر على فتوح.
كان هناك نية أيضًا للاستعانة برجب بكار في الظهير الأيمن، وتحدثت مع حسام البدري عنه وسألته عن الجانب النفسي له، خاصة أنه كان سيلعب أمام 70 ألف مشجع، وأبلغني أنه مميز في هذا الجانب، ولذلك رشحته للانضمام للقائمة ولكن القرار كان بعدم ضمه.
لم نفكر في محمد هاني لأنه لم يكن يشارك في هذه الفترة بصورة منتظمة مع الأهلي في المباريات، لكن الأمر يختلف بالنسبة لوليد سليمان، أجيري كان يرى أننا لم نمتلك بديل لمحمد صلاح، وكانت رؤيته أن لاعب الأهلي قد يكون الخيار الأنسب لهذه المهمة.
ترشيحاتي للقائمة في الخط الدفاعي كانت رجب بكار وأحمد المحمدي للجانب الأيمن، وباهر المحمدي ومحمود علاء وأحمد حجازي وأحمد أيمن منصور لقلب الدفاع، وأيمن أشرف في الجانب الأيسر.
اعترضت على ضم علي غزال، ولكن باقي أفراد الجهاز أرادوا ضمه، كنت أرغب في تواجد عمرو السولية، ولكن رأيي استشاري كما قلت من قبل، ولكن قبل أيام من الجلسة الأخيرة طلبت من أجيري متابعة لاعب الأهلي من جديد، قبل أن يعترض على الأمر ويقرر اختيار غزال في النهاية.
لم يكن هناك خلاف على تواجد محمد النني وطارق حامد ومحمود نبيل “دونجا”، اخترت لاعبين في كل مركز بداية من الدفاع وحتى الهجوم، ولكن عدم استدعاء السولية أدى إلى وجود ثلاثة لاعبين فقط في الوسط وعدم وجود بديل للنني.
بعض اللاعبين قد يكونوا محترفين ولكن لا يمكنهم اللعب لمنتخب مصر، أجيري وبقية أعضاء الجهاز الفني كانوا يرون أن أحمد حسن “كوكا” هو المهاجم الأساسي لمصر، على أن يكون بديله مروان محسن، وكنت أرى ضرورة تواجد أحمد علي في القائمة، كان الاتفاق أن يتم الاستعانة بـ26 أو 27 لاعب في القائمة ولكن فوجئنا بأنه يريد الاستعانة بـ23 لاعب فقط، حاولت مع أحمد ناجي إقناعه بأن هذه الفكرة بها مخاطرة ولكنه كان يرى أنها طبيعية.
صلاح محسن خرج من حساباتنا بسبب اختفاءه في النادي الأهلي، بعض المعلومات التي وصلتنا من القلعة الحمراء أفادت بأن سلوكياته لم تكن جيدة، وتحديدًا أنه لا يتدرب بشكل جيد وأحيانًا ما يغضب إذا لم يتم الاستعانة به في التشكيل أو قوائم المباريات ويدعي الإصابة.
كنت أريد تواجد مصطفى محمد وعمار حمدي مع عمرو السولية في وضع الاستعداد للاستدعاء في أي وقت إذا لم يتم الاستعانة بهم في القائمة النهائية، كما قلت سابقًا أنني وضعت لكل مركز لاعبين عدا محمد النني، وضعت علامة استفهام بجانبه تحسبًا لإيجاد من يقوم بدوره، وإذا لم نجد فكنت أرى الاعتماد على السولية في هذه المهمة.
لا أعرف أي شيء عن تدخل ممدوح عيد في أي اختيارات فنية، ولأول مرة أعرف الآن أنه وكيل لبعض اللاعبين في قائمة مصر، ولم يكن متواجدًا في المعسكرات إلا في بعض الأوقات، ولا أعرف شيئًا عن كونه وكيلًا لكوكا أو علي غزال، لا أعرف إلا أنه وكيل لعمرو وردة فقط وكذلك أجيري.
أجيري أبلغني أنه تعاقد مع سالجادو من قبل قدومه إلى مصر، وكانوا يرغبون في الاعتماد عليه، وتحدث عن أنه شخصية جيدة ولا يمانع تواجده في الجهاز الفني للمنتخب معه، ولكنه لا يتحدث معنا عن الفنيات، كانوا يظهر فقط وقت التدريبات وأثناء تناول الطعام، ولم يكن له اي دور في الجهاز الفني نهائيًا.
أجيري لم يقم بتحديد دور لسالجادو مع الجهاز الفني، أحيانًا كان يتدرب مع اللاعبين ولا يتدخل في أي شيء فني، لم يكن له أي تدخل واضح سواء بطلب من أجيري أو من اتحاد الكرة.
طلبت من أجيري أن نبدأ معسكرنا مطلع شهر يونيو وليس كما بدأناه من أجل مشاهدة عدد من اللاعبين داخل الملعب، كنت أهدف لجعله يشاهد عبد الله جمعة بما أنه غير مقتنع به، وكذلك محمود كهربا ورمضان صبحي، ولكنه أبلغني أن الأمور صعبة، فقلت له أنه إذا شدد على الأمر الاتحاد الكرة وأظهر لهم وجه أخر في التعامل فإنهم سيوافقون على الأمر.
منذ أول مباراة لم نكن راضيين عن المستوى، الرسالة التي كانت تصل مني تكون مختلفة عما يقوله أجيري، كنت أقول لهم إنكم سيئين، ولكن المدرب المكسيكي كان يقول لهم أنهم يتحسنون، وكان هذا الحديث يظهر على وجهي أثناء الترجمة ويبدو عليّ عدم الاقتناع بما أقوله على لسان المدرب.
كنت أشعر أن اللاعبين لا يشعرون بقيمة البطولة ولا الجماهير التي تحضر لمشاهدتهم، وقررت جمعهم في غرفتي بعد الطلب من إيهاب لهيطة بصفته مدير المنتخب، من أجل التحدث معهم، كنت أريد أن -أديهم دُش- ليستفيقوا مما هم فيه.
ما كنت أخشاه أن يفهم أجيري الأمور بشكل خاطيء، ولهيطة نصحني بأن أتحدث مع اللاعبين الكبار فقط، ولكنني أبلغته أنني قمت بذلك بالفعل ولا أجد أي تأثير، ولذلك تحدثت مع هاني أبو ريدة أثناء زيارته للمعسكر قبل مواجهة جنوب أفريقيا، وكذلك تحدثت مع أجيري وأبلغته أن اللاعب المصري بحاجة للتعامل بهذه الطريقة والحديث معه بشكل دائم، ويجب أن تُظهر غضبك أمامه.
أبلغت أبو ريدة أن المعسكر بحاجة إلى حالة من الانضباط والشد، ووقتها تحدث مع لهيطة وأبلغه بخطورة ما أتحدث عنه، ولكن الأخير أبلغه بأن التحدث مع اللاعبين في ظل عدم وجود أجيري قد يثير غضب المدرب المكسيكي، واتفقنا على ضرورة التحدث مع كل لاعبين أو ثلاثة في وقت واحد كجلسات منفردة، ووعدني كذلك بأنه سيتحدث مع اللاعبين.
قبل مباراة أوغندا اللاعبين كانوا يضحكون خلال التدريبات، وأجيري غضب منهم وقتها ولذلك خاضوا بقية التدريب بشكل أفضل، ولكنه كان دومًا يتحدث عن أنهم لاعبين محترفين ويمتلكون خبرات، ولكنني كنت أصر أن الأمور مختلفة، وتحدثت مع اللاعبين عن أهمية البطولة وأنني لا أريد العودة للعصور السابقة والقيام بأمور مثل التحفظ على الهواتف المحمولة.
لم نخسر أمام جنوب أفريقيا لأسباب فنية، هناك لاعبين إمكانياتهم الفنية ضعيفة ولكن بالروح تتعظم الإمكانيات، أرى أن هذا سبب خسارتنا، حاولت بقدر الإمكان وتحدثت مع اللاعبين ولكن هناك أمور منها أنني لست المسؤول الأول منعتني من ذلك، رأيي كان استشاري فقط وأجيري هو صاحب القرار، كان من المستحيل أن أتقدم باستقالة لأننا استشاري ومن غير الوارد أنه عندما لا يتم الأخذ برأيي أن استقيل، ولكن هذا لا يعفيني من المسؤولية وأعتذر للجماهير عن هذا الخروج.
بعد الخروج من البطولة أجيري قال لنا أنه متحمل للمسؤولية وشكرنا على الفترة التي قضيناها معه ثم رحل،.
بقيت لبعض الوقت ثم انفجرت في البكاء وتحدثت مع اللاعبين قائًلا – ماذا تريدون، كل شيء كان مهيئًا لكم، أفضل معيشة وأفضل طعام وملاعب وتدريبات، الجماهير حزينة في الخارج وأنتم لا تشعرون-، وهناك بعض الكلمات التي لا يمكن أن أقولها في الإعلام، كنت أتمنى أن نمتلك لاعبين بروح وقتال طارق حامد ومحمد الشناوي وأحمد حجازي ومحمود علاء، من غير الطبيعي أن يكون هناك فريق به أربعة لاعبين فقط جيدين والبقية سيئين، من المفترض أن تكون الأمور بالعكس.
لا اتنصل من المسؤولية بل أنا جزء منها، كان يجب أن أوضح الكثير من الأمور للجماهير ولكن هذا لا يعفيني تمامًا، هناك بعض الأمور التي ظهرت في بعض البرامج وعبر مواقع التواصل الإجتماعي كان يجب أن يتم توضيحها، خروجنا لم يكن فنيًا، وأعتذر مجددًا للشعب المصري وأثق في أن منتخبنا سيشارك في كأس العالم 2022.